سياسة لبنانيةلبنانيات

اسرائيل تصعّد حرب الابادة ضد غزة والحدود اللبنانية يسودها الحذر الشديد والترقب

مجلس الوزراء يعقد جلسة «رفع عتب» ولا نتائج منتظرة على الارض

انهى نتانياهو تشكيل حكومة الحرب وصعّد القصف الوحشي على المدنيين في قطاع غزة، ولم يوفر لا المستشفيات ولا المدارس ولا دور العبادة، لا النساء ولا الاطفال ولا العجز. تسلح بالتأييد الاعمى الذي حظي به، وترك العنان لآلة الحرب المدمرة، دون ان تصدر كلمة واحدة من العالم الذي وقف متفرجاً. انها حرب ابادة تلك التي يشنها العدو على قطاع غزة.
وامس كان للجنوب اللبناني نصيبه من الاشتباكات والقصف، الا ان الامور لم تتطور الى حرب حقيقية. فبعدما ادى القصف الاسرائيلي على القرى الجنوبية امس الاول، وقد استهدف مركزاً لحزب الله، كان من نتيجته سقوط ثلاثة عناصر رد الحزب امس باستهداف المراكز العسكرية المعادية في الجليل واوقع فيها خسائر كبيرة. كما اطلق صاروخاً استهدف آلية اسرائيلية فدمرها. الا ان قواعد الاشتباك بقيت قائمة. وبعد قصف معاد استهدف عدداً من القرى واوقع ثلاثة جرحى، هدأ الوضع وعاد الحذر يخيم على المنطقة، بانتظار التطورات.
حدث كل ذلك ولم يحرك احد من المسؤولين اللبنانيين ساكناً فكأن الامر لا يعنيهم، باستثناء دعوة وجهها رئيس حكومة تصريف الاعمال لعقد اجتماع عند الرابعة من بعد ظهر اليوم الخميس، وعلى جدول اعمالها بندان الوضع في الجنوب والنزوح السوري، الذي تحول الى نوع من الحرب تشن على لبنان، يشارك فيها النظام السوري نفسه، فلم يتخذ تدبيراً واحداً بوقف هذا النزوح الذي تتولاه عصابات لبنانية وسورية، هدفها الربح المادي ولو على حساب تدمير وطن. وما يقلق اكثر ان المسؤولين لم يتخذوا خطوة واحدة فعلية لمواجهة هذا الخطر الداهم. فاكثروا من التصريحات ولكن لا شيء على الارض. ويوم امس التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وهو رئيس اللجنة المفترض فيها ان تتفاوض مع السوريين، والتي لم تتحرك حتى الساعة، ولم تقدم على تنفيذ المهمة الموكلة اليها، التقى بوحبيب نظيره السوري في القاهرة حيث عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع الخطير في قطاع غزة، واتفقا على ان يزور بوحبيب سوريا يوم 23 الجاري لبحث العلاقات الثنائية وازمة النزوح غير الشرعي المتفلت من اي ضوابط.
في المرة السابقة اعتذر بوحبيب عن الذهاب الى سوريا بحجة ان امامه مهمات وسفراً الى الخارج، فهل تظهر ذريعة جديدة تلغي الزيارة المقبلة؟ وما هو موقف الحكومة؟ وهل ان الوضع يحتمل كل هذا التأجيل. ولماذا لم تتخذ خطوات عملية حتى الساعة باستثناء التدابير التي اتخذها وزير الداخلية بسام المولوي، بمبادرة شخصية منه؟ لماذا تركت الحكومة الجيش اللبناني وحده يحمل هذا العبء دون ان تدعمه وتقف الى جانبه، خصوصاً وان هناك جهات سياسية ولاغراض سياسية ظاهرة، تشن الحملات المغرضة على هذا الجيش الذي لولاه لكان لبنان في حالة لا يمكن مواجهتها. ثم هل صحيح ان بعض المسؤولين وحفاظاً على مصالحهم الخاصة لا يريدون اغضاب المجتمع الدولي الذي يتآمر على لبنان من هذه الزاوية، وهو يريد ابقاء السوريين في لبنان وتوطينهم اذا استطاع حفاظاً على مصالحه، والحؤول دون تدفق المهاجرين الى دوله؟
هل يحضر كل الوزراء جلسة مجلس الوزراء. ويشارك الجميع جدياً في مواجهة ما يتعرض له البلد من اخطار، ويعملون على عدم الانزلاق الى الحرب عبر فتح الجبهة الحدودية؟ بالطبع ان لبنان مؤيد وداعم للقضية الفلسطينية وقدم لها الكثير ولكنه اليوم في وضع يحتم عليه البقاء على الحياد ليبقى واقفاً والا انهار كل شيء. من الصعب ان يكتمل عقد مجلس الوزراء وقد تكون الجلسة بمن حضر. هذا هو قدر اللبنانيين الذين يقعون تحت هيمنة طبقة لا تعرف سوى مصالحها. على كل حال ماذا ستفعل هذه الحكومة، وهل تستطيع منع انزلاق البلد الى الحرب؟ بالطبع لا وهي تعقد جلستها من باب رفع العتب مع العلم مسبقاً بان لا نتائج ستظهر على الارض. حمى الله لبنان من سياسييه اولاً ومن الاخطار المحدقة به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق