أطراف النزاع في اليمن يتوصلون إلى اتفاق لتبادل الأسرى
أعلن المتمرّدون الحوثيون والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الإثنين أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.
وجاء الإعلان عن التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافا متعارضة في النزاع، توصلهما الى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ في مؤتمر صحافي في جنيف، بعد عشرة أيام من المناقشات التي نُظّمت برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، «يسعدني أن أُبلغكم أنّ الجانبين وافقا على خطة لإطلاق سراح 887 معتقلاً».
وأضاف أنّ المشاركين «وافقوا على الاجتماع مرّة أخرى في منتصف أيار (مايو) لمناقشة تبادلٍ جديد للأسرى».
وبموجب الاتفاق، سيُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لهم لدى القوات الحكومية، حسبما نقلت قناة «المسيرة» الناطقة باسم حركة «أنصار الله» عن رئيس وفد الحوثيين إلى برن عبد القادر المرتضى.
وقال المرتضى الذي يرأس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى «سيتم تنفيذ صفقة التبادل بعد ثلاثة أسابيع».
وأشار المرتضى إلى إمكانية عقد جولة جديدة من مباحثات إطلاق الأسرى خلال الأشهر المقبلة.
وأفاد ماجد فاضل، عضو الوفد الحكومي المفاوض، أن الحوثيين سيطلقون سراح وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي وأربعة صحافيين محكوم عليهم بالإعدام وأبناء عدد من القيادات الحكومية اليمنية.
وقال مسؤول حكومي يمني فضّل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل الحديث للإعلام، إنّ التبادل يشمل إطلاق الحوثيين سراح 15 سعودياً و3 سودانيين.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أنّه «يرحّب» بهذه «الخطوة المهمّة».
زخم دبلوماسي
وبدأت هذا الشهر مفاوضات في برن بين ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين، بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد ثمانية أعوام حرب.
وقال غروندبرغ في بيان حينها «مع اقتراب شهر رمضان، أحضّ الطرفين على احترام الالتزامات التي قطعاها، ليس فقط تجاه بعضهما، بل كذلك تجاه آلاف العائلات اليمنية التي تنتظر منذ وقت طويل الاجتماع بأقاربها».
وذكرت الأمم المتحدة أنه سابع اجتماع يهدف إلى تنفيذ اتفاقية لتبادل الأسرى أبرمت في ستوكهولم قبل خمسة أعوام.
ونصّ الاتفاق في حينه على «إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين اعتباطياً وضحايا الاختفاء القسري والأشخاص قيد الإقامة الجبرية» في سياق النزاع المستمر منذ 2014 في اليمن «بدون استثناء وبلا شرط».
وجرت المحادثات الجديدة بعد حوالى عام من إعلان الحوثيين موافقتهم على تبادل جديد للأسرى شهد إطلاق سراح 1400 متمرد في مقابل 823 مقاتلًا مواليًا للحكومة، بينهم 16 سعوديًا وثلاثة مواطنين سودانيين.
وفي آخر عملية تبادل أسرى جرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2020، تمّ «إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيراً وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم»، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
خلال اجتماع لمجلس الأمن الأسبوع الماضي، قال مسؤولو الأمم المتحدة إن الانفراجة الأخيرة بين السعودية وإيران قد توفّر زخماً نحو السلام من جانب الأطراف المتحاربة في اليمن.
ورغم التوقعات الكبيرة، لا يتوقع أن يحلّ التقارب السعودي الإيراني جميع المشاكل في اليمن حيث تأثير القوتين الإقليميتين ليس سوى بُعد واحد من أبعاد الصراع المتعدد الطبقات والشديد التعقيد، كما حذّر محللون.
ا ف ب