
فرق الانقاذ الاوكرانية تعلق عمليات البحث عن ناجين في دنيبرو
أعلنت هولندا الثلاثاء عزمها الانضمام إلى الجهود الغربية بإمداد أوكرانيا بمساعدات عسكرية جديدة في مواجهة روسيا تتمثل في أنظمة دفاع صاروخي متطورة. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا قد تعهدت بالاستمرار في إرسال المساعدات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا.
أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الثلاثاء، عزمه المشاركة في الجهود الأميركية والألمانية لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي صاروخي متطورة من طراز «باتريوت».
وقال روته للرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض: «لدينا النية للانضمام إلى ما تقومون به مع ألمانيا في مشروع نظام الدفاع الجوي باتريوت».
وتمتلك هولندا أنظمة باتريوت الأميركية الصنع التي تستخدم لإسقاط الصواريخ، لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان روته يقصد إرسال بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا أو مجرد دعم لوجستي.
وسبق أن أعلنت ألمانيا في 5 كانون الثاني (يناير)، أنها ستحذو حذو الولايات المتحدة في إرسال نظام بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا.
ومع ذلك اعتبر روته لاحقاً في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن المساعدة «ينبغي الا تكون نظاماً كاملاً»، موضحاً: «يمكن أن تكون أيضاً عتاداً يشكل جزءاً من النظام».
وعلى الرغم من التصريح غير الواضح لرئيس الوزراء الهولندي، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن في كلمته اليومية عن تلقيه «أنباء هامة جداً» من روته.
وقال: «سيتم توفير بطاريات باتريوت أخرى لأوكرانيا. شكراً مارك»، مضيفاً أن هذا يعني «ثلاث بطاريات باتريوت مضمونة».
من جانبه، أشاد بايدن بمساهمة هولندا في التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، قائلاً إن «روسيا تواصل العمل بطرق غير معقولة».
بريطانيا ستزود أوكرانيا بالدبابات
بدورها، أكدت بريطانيا الثلاثاء قرارها بتزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا، وقالت إن ذلك يعد «واجباً أخلاقياً» بالنسبة اليها.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، خلال زيارة إلى واشنطن، أن بلاده بكونها أول دولة توافق على طلب كييف تزويدها بدبابات غربية، إنما تبعث بذلك رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «ما على بوتين أن يفهمه، أنه سيكون لدينا الثبات الاستراتيجي للبقاء إلى جانبهم (الأوكرانيين) حتى تنفيذ المهمة. وأفضل ما بإمكانه أن يفعله للحفاظ على حياة جنوده، الإدراك بأننا سندعم الأوكرانيين حتى تحقيق النصر».
وحذر قائلاً: «كل هذا يكلف الكثير من الأرواح، والمال، في حال سمحنا لهذه الحرب بأن تكون حرب استنزاف طويلة».
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن السبت أن حكومته ستسلم «خلال الأسابيع المقبلة» 14 دبابة من طراز «تشالنجر 2» لأوكرانيا.
بدوره، رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد لقائه كليفرلي بقرار بريطانيا إرسال دبابات.
في حين تواجه ألمانيا دعوات من دول أوروبية لبذل المزيد في هذا الإطار، حيث يُنتظر أن يقرر المستشار أولاف شولتز ما إذا كان سيوافق على تزويد أوكرانيا بدبابات من طراز «ليوبارد».
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني: «أتوقع أن تسمعوا المزيد من الإعلانات في الأيام المقبلة».
تعليق البحث عن ناجين
في السياق علقت أوكرانيا الثلاثاء عمليات البحث عن ناجين في دنيبرو، تحت أنقاض مبنى سكني دمره صاروخ روسي، في قصف يعد من الأعنف في الحرب خلف 45 قتيلا ونحو 20 مفقوداً وفقاً لآخر حصيلة.
وساهمت هذه المذبحة في تعزيز الجهود الأوكرانية للتفاوض بشأن الحصول على مزيد من المعدات العسكرية الغربية، مع عقد أول لقاء مباشر في بولندا الثلاثاء بين قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني ورئيس الأركان الأميركي مارك ميلي.
وأعلن حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو بعد ظهر الثلاثاء مقتل 45 شخصاً بينهم ستة أطفال في قصف الروسي للمبنى السكني. وكانت الحصيلة السابقة تحدثت عن سقوط 44 قتيلاً و20 مفقوداً و79 جريحاً.
في وقت سابق ذكرت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية على تلغرام أن «عمليات البحث والإنقاذ في موقع الضربة الصاروخية في مدينة دنيبرو انتهت».
وهذه الضربة هي من الأعنف على موقع مدني منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل حوالي 11 شهراً.
قال كيريلو تيموشينكو المسؤول في الرئاسة الأوكرانية إن صاروخاً أصاب السبت مبنى في دنيبرو (شرق)، مما أدى إلى تدمير «أكثر من 200 شقة».
انهار المبنى كلياً محتجزاً تحت الأنقاض عشرات الاشخاص.
طوال أربعة أيام حاولت فرق الانقاذ العثور على ناجين، مستخدمة رافعات وكلاباً مدربة. وأفادت انها تمكنت من إنقاذ 39 شخصاً.
تشييع القتلى
واعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين انه «سيتم التعرف على كل مذنب بارتكاب جريمة الحرب هذه وسيحاكم».
الثلاثاء في جنازة احدى الضحايا وهو مدرب ملاكمة معروف في منطقته، وقف أقاربه بأسى أمام النعش وصورته. قرب النعش إكليل من الزهور الزرقاء والصفراء، بلوني العلم الأوكراني.
يقول أرتيوم بيريوكوف أحد طلابه خلال حفل الوداع «سأتذكره كشخص منفتح وصادق ومستعد دائماً لمد يد المساعدة». وأضاف «كان والدي الثاني».
من جهتها نفت روسيا كما في المرات السابقة أن تكون ضالعة في المجزرة وحملت اوكرانيا المسؤولية. وتحدث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين عن «مأساة» قد يكون سببها نيران المضادات الجوية الاوكرانية.
واستهدف المبنى خلال عمليات قصف جديدة وكثيفة لمنشآت الطاقة الاوكرانية، في حملة أطلقها الكرملين في تشرين الأول (أكتوبر) لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد بعدما منيت روسيا بسلسلة هزائم عسكرية.
على الصعيد الدبلوماسي، أكد الغربيون دعمهم لحليفهم الأوكراني الذي لا يزال يطالب بمزيد من الأسلحة ولا سيما الدبابات، لدحر الجيش الروسي من الأراضي التي يحتلها.
أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أمام مركز أبحاث في واشنطن «الرسالة التي نبعثها الى الرئيس فلاديمير بوتين هي أننا ملتزمون الدفاع عن الشعب الأوكراني حتى النصر».
السبت أعلنت لندن تسليم كييف دبابات تشالنجر 2 مما سيمثل أول شحنة دبابات ثقيلة من صنع غربي لأوكرانيا.
وواجه المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء ضغوطاً متزايدة في المنتدى الاقتصادي العالمي من قادة أوروبيين للسماح بتسليم أوكرانيا، بما في ذلك من دول اخرى مجهزة بها، دبابات ليوبارد 2 وهو ما تطالب به كييف منذ أسابيع.
دعا قادة فنلنديون وليتوانيون وبولنديون شولتس الذي من المقرر أن يلقي كلمة في دافوس الأربعاء، إلى السماح بتسليم كييف دبابات ثقيلة ألمانية الصنع.
«معركة باخموت أشبه بمعركة فردان»
اعلن الرئيس البولندي أندريه دودا الذي أكدت بلاده استعدادها لتسليم كييف دبابات ليوبارد 2 «نأمل ونحاول تنظيم دعم أكبر لأوكرانيا». وأضاف «نأمل أن تشارك ألمانيا مُصنِّع هذه الدبابات في ذلك ايضاً».
ومن المقرر عقد اجتماع بشأن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا الجمعة في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال كلمة ألقتها في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الثلاثاء إن أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا «طالما كان ذلك ضرورياً».
اعلن الرئيس الأوكراني الثلاثاء أن كييف تلقت أيضاً دفعة أولى بقيمة ثلاثة مليارات يورو من مبلغ 18 ملياراً قدمه الاتحاد الأوروبي.
وتأتي طلبات المساعدة الأوكرانية في الوقت الذي ضاعف فيه الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المسلحة الجهود في شرق أوكرانيا لاحتلال مدينة باخموت ومحيطها، وهي معركة دامية دائرة منذ الصيف.
أفاد مراسلو وكالة فرانس برس الثلاثاء أن معارك عنيفة بالمدفعية تدور حول مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفاً قبل الحرب وباتت الآن مدمرة.
يقول إيفان المسعف العسكري الأوكراني «إنها معركة فردان هناك» في إشارة إلى المعركة المروعة خلال الحرب العالمية الأولى بين الفرنسيين والألمان في شرق فرنسا.
ا ف ب