قالت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء وفق مسؤولين لم تفصح عن هويتهم إن الولايات المتّحدة أصبحت، وبعد تردّد طويل، مستعدة لتلبية طلب كييف لتزويد الجيش الأوكراني ببطارية صواريخ باتريوت. في حين لا يزال عدد الصواريخ التي سترسلها واشنطن إلى كييف غير واضح، ولا المكان الذي سيتمّ نشرها فيه بالتحديد، وتدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدامها.
نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الثلاثاء عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن أسمائهم أن موافقة نهائية تتعلق بمنح الولايات المتحدة بطارية صواريخ باتريوت يمكن أن يتمّ الإعلان عنه اعتباراً من هذا الأسبوع، بعد ما يصادق عليها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ويرسلها إلى البيت الأبيض للحصول على الضوء الأخضر النهائي.
وتعتبر صواريخ باتريوت التي أثبتت قدراتها على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في العراق والخليج، من الأسلحة النوعية القادرة على الحد بقوة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا.
ولكن، تبقى نقاط عدة غير واضحة بشأن كيفية تسليم واشنطن لكييف هذه الصواريخ. فعلى سبيل المثال، يبقى عدد الصواريخ التي سترسلها واشنطن إلى كييف غير معروف، ولا المكان الذي سيتم نشرها فيه بأوكرانيا، وأين سيتم تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها.
هذا، وبالنظر إلى القدرات المتطوّرة للغاية التي تتمتّع بها هذه الصواريخ فإنّ حصول أوكرانيا عليها سيعني انخراطاً أكبر للبنتاغون في النزاع بين كييف وموسكو، في وقت يخشى فيه البيت الأبيض من احتدام التوتّر مع الكرملين إذا ما أصبحت المشاركة الأميركية في الحرب مباشرة بشكل أكبر.
ومن بين العوامل الأخرى التي تفسّر لماذا أحجمت واشنطن إلى غاية الآن عن تزويد كييف بهذه البطاريات البعيدة المدى، التكلفة العالية للغاية لهذه المنظومات الدفاعية، وعدم توفّر كميّات كبيرة منها في مخازن البنتاغون، إلى جانب الوقت الطويل اللازم للتدرب على كيفية استخدامها.
وتتكون منظومة باتريوت التي تركّب على شاحنات، من ثلاثة أقسام هي رادار بإمكانه أن يكتشف ويعترض تلقائياً مقاتلة أو طائرة بدون طيار أو صاروخاً ضمن دائرة شعاعها أكثر من 100 كيلومتر، ومركز مراقبة يشغّله ثلاثة عسكريين، وبطارية من الصواريخ الاعتراضية.
وتعتبر صواريخ باتريوت عنصراً أساسياً في دفاعات حلف شمال الأطلسي على جناحه الشرقي.
وللتذكير، في الأسابيع الأخيرة، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا العواصم الغربية إلى تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي حديثة من أجل التصدي للضربات الروسية المكثّفة، التي ارتفعت وتيرتها منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بقصفها للبنية التحتية لشبكة الطاقة في أوكرانيا.
فرانس24/أ ف ب