يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء مجموعة من زعماء أفريقيا ليناقش معهم قضايا عدة أبرزها انتخابات 2023 والديمقراطية في القارة، في إطار القمة الأميركية الأفريقية. وتهدف القمة إلى استعادة النفوذ في القارة وخصوصاً في مواجهة المنافسة الصينية. وسيدعو بايدن إلى تعزيز دور أفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، وإلى تمثيل الاتحاد الأفريقي رسمياً في قمة مجموعة العشرين.
تستضيف الولايات المتحدة التي لطالما اتُهمت بإهمال أفريقيا، الثلاثاء، قمة تضم العشرات من القادة الأفارقة، تهدف إلى استعادة النفوذ في القارة وخصوصاً في مواجهة المنافسة الصينية.
وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن القادة الأفارقة خلال اجتماع في مستهل القمة، من أن نفوذ الصين وروسيا «يمكن أن يكون مزعزعاً للاستقرار».
وفي مسعاها لاستمالة شركاء أفارقة مترددين في بعض الأحيان، تعهدت الولايات المتحدة «تخصيص 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى ثلاث سنوات» بحسب البيت الأبيض.
وقال المستشار الرئاسي جايك سوليفان للصحافيين الإثنين إن هذه الأموال، التي سيتم الكشف عن كيفية توزيعها خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام برعاية الرئيس جو بايدن، ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ.
وأعلنت إدارة بايدن الثلاثاء منح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025 للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في أفريقيا، لاستخلاص العبر من أزمة وباء كوفيد-19.
وتطرقت القمة في يومها الأول أيضاً إلى مسألة استكشاف الفضاء مع توقيع نيجيريا ورواندا اتفاقيات أرتميس بدفع من الولايات المتحدة. وهما أول دولتين أفريقيتين تُقدمان على مثل هذه الخطوة.
ويشارك حوالي 50 من القادة والرؤساء الأفارقة، بعضهم يواجه انتقادات شديدة في مجال احترام حقوق الإنسان، في هذه القمة، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في 2014 في ظل رئاسة باراك أوباما.
وسيتحدث الرئيس بايدن الذي لم يزر بعد دول أفريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، الأربعاء والخميس أمام القمة.
وسيدعو إلى تعزيز دور أفريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، وإلى تمثيل الاتحاد الأفريقي رسمياً في قمة مجموعة العشرين.
وخلال منتدى نُظم على هامش القمة للجالية الأفريقية في الولايات المتحدة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تتلخص بكلمة واحدة هي «شراكة».
وقال خلال هذا المنتدى الذي أُقيم في متحف أفريقيا في العاصمة الأميركية، إن كل هذا، «إدراكاً منا أننا لا نستطيع حل أولوياتنا المشتركة بمفردنا».
وكُشف عن استراتيجية «أفريقيا» الجديدة الصيف الماضي مع الإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأميركية في دول أفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.
والصين هي أول دائن عالمي للدول الفقيرة والنامية وتستثمر بمبالغ طائلة في القارة الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية.
الى جانب الاستثمارات، سيكون تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا أو حتى العلاقات التجارية والحوكمة وكذلك دور المجتمع المدني، محور اللقاء.
وتتوقع الدبلوماسية الأميركية أيضاً «مناقشة قوية» حول قانون يعود لسنة ألفين ويتعلق بالنمو في أفريقيا ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديمقراطي والذي ينتهي عام 2025.
وستشكل القمة أيضاً مناسبة، على الهامش، لبحث سلسلة نزاعات من إثيوبيا وصولاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويُفترض أن تكون مسألة الأمن في أفريقيا محور جلسة عمل بعد ظهر الثلاثاء بحضور بلينكن.
وسيلتقي هذا الأخير خصوصاً الثلاثاء الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الذي يواجه تمرد حركة «مارس 23» التي استولت في الأشهر الماضية على مناطق شاسعة في شرق البلاد.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم هذه الحركة المتمردة وهو ما تنفيه كيغالي. سيحضر أيضاً الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى واشنطن.
وستكون إثيوبيا أيضاً على جدول الأعمال بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق سلام مع متمردي تيغراي في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) بهدف إنهاء نزاع مدمر استمر سنتين.
وصباح الثلاثاء التقى مسؤولون أميركيون الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مشيدين بجهوده في مكافحة حركة الشباب المتطرفة.
وأكد أوستن أن الولايات المتحدة «ترحب بالعمل إلى جانب القوات الصومالية الشجاعة وتواصل دعم جهود حكومتكم».
فرانس24/أ ف ب