رئيس إسرائيل يزور الأردن في إشارة على تحسن العلاقات
قال مسؤولون إن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج سيقوم بأول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي إلى الأردن الأربعاء، في أحدث علامة على تحسن العلاقات بين البلدين اللذين وقعا معاهدة سلام منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
ويلقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية قبل نحو 55 عاماً، بظلاله على العلاقات بين إسرائيل والأردن. وينحدر كثير من مواطني الأردن البالغ عددهم 10 ملايين نسمة من أصل فلسطيني.
يأتي الاجتماع المزمع بين هرتزوغ والملك عبد الله في أعقاب محادثات أجراها العاهل الأردني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية يوم الاثنين، في محاولة على ما يبدو لخفض التوتر قبل حلول شهر رمضان.
وفي العام الماضي، اندلعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين حول المسجد الأقصى في رمضان، مما أسهم في إشعال فتيل حرب استمرت 11 يوماً في أيار (مايو) بين النشطاء في غزة وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم هرتزوغ في بيان إن القضايا التي ستطرح في القصر الملكي تشمل «تعميق العلاقات بين إسرائيل والأردن، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع التركيز على فترة العطلات المقبلة، (و) تعزيز السلام والتطبيع».
كان الملك الراحل حسين والد الملك عبد الله وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1994، بعد سنوات من الاتصالات السرية.
وعلى الرغم من أن منصبه شرفي إلى حد بعيد، فإن هرتزوغ كان له دور مهم في جهود إصلاح العلاقات التي ظلت متوترة لمدة طويلة بين إسرائيل وتركيا، حيث زار أنقرة هذا الشهر لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
في وقت سابق من هذا العام، زار هرتزوغ أيضاً الإمارات، التي عمدت مع البحرين والمغرب إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 2020 في إشارة تدل على القلق المشترك إزاء إيران. وقال الفلسطينيون إن مثل هذا الارتباط العربي مع إسرائيل يُعد خيانة لقضيتهم.
وعقد وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قمة في إسرائيل يومي الأحد والاثنين. ولم يحضر الأردن.
زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لعمان
لكن في أحدث موجة من المحادثات التي أجراها كبار المسؤولين الإسرائيليين والأردنيين في السر والعلن في الأشهر القليلة الماضية، التقى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مع الملك عبد الله في عمان يوم الثلاثاء.
وذكر بيان إسرائيلي أن غانتس بحث في عمّان «الإجراءات التي تعتزم إسرائيل اتخاذها لتمكين حرية الصلاة في القدس والضفة الغربية».
وتتذرع إسرائيل بمخاوف أمنية في فرض قيود على أساس السن في ما يتعلق بالصلاة في المسجد الأقصى خلال فترات التوتر وتقيّد سفر الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس.
واحتلت إسرائيل الضفة والجزء الشرقي من المدينة المقدسة في حرب 1967.
وأصبحت العلاقات بين إسرائيل والأردن أشدّ فتوراً خلال حكم رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاماً، والذي انتهى في حزيران (يونيو) الماضي.
وأثار بناء المستوطنات الإسرائيلية، واعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017 قلق الأردن.
وتقع القدس في قلب الصراع، ولها حساسية خاصة بالنسبة الى الأسرة الهاشمية المالكة في الأردن، التي تدير الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في الجزء الشرقي من المدينة، وهي منطقة ظلت تسيطر عليها القوات الأردنية من 1949 إلى 1967.
رويترز