«تسوية أولية» لبدء اعادة انتشار المقاتلين في الحديدة اليمنية
الأمم المتحدة تطالب الحوثيين بتسهيل الوصول الى مخازن قمح في الحديدة
اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس ان الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين «وافقوا على تسوية أولية» لبدء اعادة انتشار المقاتلين في مدينة الحديدة وفتح ممرات انسانية.
وتم التوصل الى هذه التسوية بعد محادثات جرت لاربعة ايام على متن سفينة قرب الحديدة، باشراف بعثة المراقبين التي ارسلتها الامم المتحدة الى المدينة منذ كانون الاول (ديسمبر) 2018.
واوضح المتحدث ان الطرفين سيرفعان التسوية الى المسؤولين على ان تجري محادثات جديدة الاسبوع المقبل باشراف الامم المتحدة «بهدف وضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل اعادة الانتشار».
واضاف دوجاريك انه خلال اربعة ايام «عمل الطرفان معاً في شكل بناء لحل المسائل العالقة حول اعادة انتشار متبادل للقوات وفتح ممرات انسانية».
وتدارك «ولكن تبقى هناك تحديات وخصوصا بسبب الطابع المعقد لخطوط الجبهة الحالية».
وختم ان «الطرفين تعهدا بقوة مراقبة وتعزيز وقف اطلاق النار» الساري منذ 18 كانون الاول (ديسمبر) في الحديدة تنفيذا لاتفاق سلام تم التوصل اليه في السويد.
في موازاة ذلك، جرت محادثات اخرى في الاردن بهدف تنفيذ اتفاق لتبادل الاسرى بين الجانبين بعدما تأخر تنفيذه.
الوصول الى مخازن قمح
هذا وحضّ الأمين العام المساعد للامم المتحدة المكلف الشؤون الانسانية الخميس المتمردين الحوثيين في اليمن بالسماح بالوصول خلال الأيام المقبلة لمخزن أغذية كبير في الحديدة يحتوى على قمح يكفي لإطعام ملايين المواطنين.
وقال المسؤول الأممي مارك لوكوك إنّ الحوثيين يرفضون السماح لوكالات الأمم المتحدة بعبور خطوط المواجهة والوصول إلى مخازن البحر الاحمر الموجودة في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة، لأسباب أمنية.
واضاف لوكوك في بيان إن «الحاجة العاجلة للوصول للمخازن تتزايد بشكل أكبر بمرور الوقت وزيادة مخاطر تلف القمح المتبقي».
وتابع «”أناشد كل الأطراف خصوصاً المجموعات المرتبطة بانصار الله تسهيل الوصول للمطاحن خلال الأيام المقبلة».
وأنصار الله هو الاسم الرسمي لحركة الحوثيين الشيعية التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم الحديدة وأجزاء اخرى في اليمن في خضم حرب ضد الحكومة اليمنية.
ويعتقد أن مخازن البحر الأحمر فيها قمح كاف لإطعام 7،3 ملایین شخص لمدة شهر، بحسب الامم المتحدة. ولم یتمكّن برنامج الأغذیة العالمي من الوصول اليها منذ أيلول (سبتمبر) 2018 بسبب القتال بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين في الحديدة.
وفشلت آخر مفاوضات لتأمين الوصول الى المخازن، وقال لوكوك إنّ التوصل لحل لا يزال «صعب المنال».
تقع الحديدة على البحر الأحمر ويمر عبر مينائها نحو 70 بالمئة من الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، ما يوفر شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
والشهر الفائت، تضررت اثنتان من الصوامع التي تحتوي على مخزون كبير من القمح شرق مدينة الحديدة اليمنية نتيجة حريق نشب فيهما، بحسب ما أعلنت الامم المتحدة.
بدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار (مارس) 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
ا ف ب