سياسة لبنانيةلبنانيات

بادروا ولا تخشوا الصعاب فالتغيير آت وقد بدأ فعلاً

التوتر القائم والمتصاعد حالياً يعكس الصراع بين المنظومة وقوى التغيير

من قال ان التغيير صعب المنال؟ الا يشعر المشككون انه بدأ منذ اليوم، وحتى منذ ما قبل ثورة 17 تشرين. وهو الذي انجب هذه الثورة. فالتوتر السياسي الحاصل في البلد، هو نتيجة هبوب الرياح التغييرية وقد بدأت الاطراف اللبنانية تشعر بها، فنشأ هذا الصراع الدائر اليوم بين القوى الفاعلة على الارض، ذلك ان المنظومة التي عملت هدماً وتدميراً في حياة اللبنانيين، بدأت تشعر ان البساط يسحب من تحت اقدامها، وان الشعب الذي كان يلتف حولها على مدى عقود، بدأ يبتعد، وبدأت اتجاهاته تتغير مبتعداً عن زعماء تقليديين، استغلوه وتربعوا على الكراسي بفضله فاذا بهم يوصلونه الى الفقر والجوع.
الرياح التغييرية بدأت تلفح وجوه كل القوى السياسية الفاعلة على الارض، وهذا ما ولد هذه الاجواء الخلافية التي بدأت تعصف في الحياة العامة وتزيدها تدهوراً وسوءاً. فهناك فئة من الذين يشعرون بالخسارة تعتقد ان اللجوء الى العنف والتهديد والوعيد، تعيد الامور الى نصابها السابق، وقد غاب عن هذه الفئة ان هذا الاسلوب في التعامل يزيد الناس ابتعاداً، وتتدنى شعبيتها اكثر فاكثر. فلو اتبعوا اسلوب الحوار لكان اجدى وانفع.
وعلى الرغم من شعور هذه المنظومة بالخسارة المدوية، فانها لا تزال تسير على النهج عينه، ولم تبدل في سياساتها العرجاء الخاطئة، وهذا ما يرى فيه التيار التغييري خدمة له ولنهجه. فمثلاً ان تعطيل عمل مجلس الوزراء، والمواطن في امس الحاجة اليه، هل يعتقد المعطلون انه يكسبهم شعبية ويزيد من تأييد الناس لهم؟ اذا كان الامر كذلك فهم مخطئون، لانهم بدأوا يخسرون كل شيء والاحداث المتتالية في النقابات والاتحادات، والتحركات في الشارع من وقت الى اخر تؤكد صحة ما نقول. ان الوسيلة الانجع هي الحوار. لقد اثبتت الوقائع والايام ان الحوار هو السبيل الوحيد للوصول الى المبتغى، وما عداه ينقلب ضرراً على صاحبه. فتسهيل انعقاد مجلس الوزراء اليوم، في هذه الظروف الصعبة يكسب المسهلين الكثير من التأييد. ويرفع ظلماً عن الشعب.
وفي غمرة الحديث عن التغيير بدأ الحديث عن التمديد. وهذه طروحات مرفوضة كلياً لدى الاكثرية الساحقة من اللبنانيين. فالعمل الان منصب على «قبع» هذه المنظومة التي اوصلت البلاد الى ازمة، هي الاسوأ في العالم، بشهادة قوى دولية مؤيدة للبنان، الذي كان منارة الشرق وحولوه الى جحيم لا يطاق. ومؤيدة للبنانيين عموماً. فالتباعد الدولي موجه ضد المنظومة، يقابله تأييد ودعم للشعب اللبناني، الذي تحمل ولا يزال يتحمل من هذه المنظومة، ما لا قدرة لاي شعب اخر على تحمله.
هذا هو الوضع السائد في البلد اليوم، وهذا سبب التوتر المتصاعد بين القوى السياسية والقوى التغييرية. وجاءت الموجة الجديدة من جائحة كوفيد -19 ومتحوراتها لتزيد المواطنين بؤساً، وقد بدأ الحديث عن احتمال اعادة اقفال البلد، بعد التزايد اليومي في اعداد المصابين. وهنا يقع المسؤولون في حيرة، وليس لديهم خطة واضحة لمواجهة المستجدات. فان اقفلوا البلد ضربوا القطاع السياحي، ونحن بامس الحاجة اليه لانه يدخل العملة الصعبة الى السوق، وان تركوا الامور على ما هي عليه فان الجائحة ستنتشر بشكل واسع وترفع اعداد المصابين والوفيات عل حد سواء. وهذه المنظومة هي كالعادة تتصرف متأخرة. فتأتي تدابيرها بلا فائدة. فمنذ اليوم الاول لظهور متحور اوميكرون الذي اكتشف في افريقيا الجنوبية، عمدت بعض الدول الى منع السفر من الدول التي تحمل الوباء واليها. الا ان المنظومة لم تكن مستعجلة وتركت الامور على ما هي عليه، ولا نعلم متى يطل علينا اوميكرون.
من كل ما تقدم يمكن القول انه كلما اسرع الشعب في التغيير وزحزحة هذه المنظومة، كلما كانت الحلول اسرع. فبادروا ولا تخشوا الصعاب. فالوصول الى الحرية والسيادة الكاملة واسترجاع البلد ووضعه على السكة الصحيحة، تستحق العناء والصمود والمثابرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق