مسؤولو الاستخبارات الأميركيون لا يوافقون ترامب بشأن كوريا الشمالية وداعش وإيران
أدلى مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية الثلاثاء بتصريحات ناقضت تصريحات الرئيس دونالد ترامب لجهة انه تمت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وأنه يمكن إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.
وفي تقريرهم السنوي حول التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة، عارض مدراء أجهزة الاستخبارات كذلك مزاعم ترامب بأن طهران تسعى بالفعل لامتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي قدمه ترامب للانسحاب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.
وقبل أسابيع من القمة الثانية التي ينوي ترامب عقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، قال مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أنه من غير المرجح أن توافق بيونغ يانغ على التخلص من جميع أسلحتها النووية.
وزعم ترامب أن كيم وافق على ذلك بعد أول قمة لهما في سنغافورة في حزيران (يونيو) 2018. ويسعى الرئيس إلى الحصول على هذا الالتزام من الزعيم الكوري الشمالي الشهر المقبل مقابل رفع العقوبات وتطبيع العلاقات بين البلدين.
واورد كوتس «نستمر في تقويمنا بأنه من غير المرجح أن تتخلى كوريا الشمالية عن جميع أسلحتها النووية وقدراتها على إنتاج تلك الأسلحة، رغم سعيها للتفاوض على خطوات لنزع الأسلحة النووية جزئياً للحصول على تنازلات أميركية ودولية رئيسية».
وأضاف أن قادة كوريا الشمالية يرون أن امتلاك قدرات نووية أمر «مهم للغاية لاستمرار النظام».
تنظيم الدولة الإسلامية ينتظر العودة
من ناحية أخرى وطبقاً لتقرير كوتس، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديداً قوياً في منطقة الشرق الأوسط ويواصل قادته التشجيع على شن هجمات على الغرب.
وقال كوتس «لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة والآف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القياديين والأراضي».
وأضاف أن الجهاديين، الذي استولوا في السابق على مناطق واسعة من سوريا والعراق وتراجعوا حالياً في جيب صغير، سيستغلون فرصة تراجع الضغوط ضد الإرهاب للعودة.
وأكد ان التنظيم «سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته مثل الإنتاج الإعلامي والعمليات الخارجية».
واضاف «من المرجح جداً أن يواصل داعش السعي لشن هجمات خارجية من العراق وسوريا ضد أعدائه في المنطقة والغرب بمن فيهم الولايات المتحدة».
وكان ترامب كرر في الأشهر الأخيرة أن تنظيم الدولة الإسلامية قد انهزم مبرراً إعلانه المفاجئ في كانون الأول (ديسمبر) بسحب قواته من سوريا.
واستقال وزير دفاعه جيمس ماتيس عقب ذلك الاعلان، فيما دعا خبراء أمنيون أميركيون ترامب إلى عدم الانسحاب من سوريا فوراً لان مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قد يملأون الفراغ الذي ستخلفه القوات الأميركية.
إيران ملتزمة الاتفاق النووي
سلط تقرير كوتس الضوء على التهديد الواسع والمتزايد على الولايات المتحدة من الصين، وهو ما اتفق فيه مع إدارة ترامب.
إلا أن الخلاف في الراي بشأن كوريا الشمالية وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية في التقرير يظهر قلقاً متزايداً لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية من استعداد ترامب لتجاهل أو تسييس النتائج التي تتوصل إليها تلك الأجهزة.
ورفض ترامب مراراً النتيجة التي توصلت إليها الاستخبارات بأن روسيا تدخلت بشكل كبير في انتخابات 2016 التي أتت به إلى الرئاسة، وساعدت في تغلبه على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
والثلاثاء أكد مدراء الاستخبارات أن روسيا حاولت مرة أخرى التدخل في انتخابات منتصف الولاية في 2018، وأنها تستعد — إضافة إلى دول أخرى مثل الصين — لتكرار ذلك في الحملة الانتخابية الرئاسية في 2020.
وقال كوتس أن «لاعبين أجانب سيعتبرون انتخابات 2020 فرصة لخدمة مصالحهم».
وبالنسبة الى يران قالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جينا هاسبل إن إيران لا تزال ملتزمة شروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم انسحاب واشنطن منه.
وأضافت أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ «في الوقت الحاضر هم (الايرانيون) ملتزمون من الناحية الفنية» الاتفاق الذي أبرمته إيران مع أطراف دوليين.
وأضافت «أعتقد أن أحدث المعلومات تشير إلى أن الإيرانيين يفكرون في اتخاذ خطوات تقلل من التزامهم الاتفاق في إطار مساعيهم للضغط على الأوروبيين لتقديم المزايا الاستثمارية والتجارية التي كانت إيران تأمل في الحصول عليها نتيجة الاتفاق».
ا ف ب