معاهدة الصواريخ النووية تواجه الانهيار بعد فشل المحادثات الاميركية – الروسية
أصبح مصير معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى مهدداً بشكل أكبر الثلاثاء، بعد أن تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بدفعها إلى حافة الانهيار.
والتقى دبلوماسيون أميركيون وروس كبار في جنيف وسط مخاوف واسعة بشأن مصير المعاهدة التي نجحت في إنهاء سباق للتسلح بعد توقيعها في عام 1987.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده قد تنسحب منها في حال لم تلتزم روسيا ببنودها.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقف واشنطن بالتهديد بتطوير مزيد من الصواريخ النووية المحظورة بموجب المعاهدة.
وعقب الاجتماع صرحت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للحد من التسلح والأمن الدولي أندريا ثومبسون أن الاجتماع «كان مخيِّباً للآمال إذ من الواضح أن روسيا لا تزال تنتهك المعاهدة بشكل ملموس ولم تأت (إلى الاجتماع) وهي مستعدة لتفسير الكيفية التي تنوي من خلالها العودة للالتزام الكامل بها والذي يمكن التحقق منه».
وأضافت «كانت رسالتنا واضحة: على روسيا تدمير منظومة صواريخها المتعارضة» مع المعاهدة.
ومن المقرر أن تتوجه ثومبسون إلى بروكسل الأربعاء حيث تعتزم إطلاع حلفاء حلف شمال الأطلسي على نتائج المحادثات.
اللوم يقع على الولايات المتحدة
واستضافت روسيا المحادثات في قنصليتها في جنيف حيث ترأس وفدها نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف.
وقال ريابكوف بعد المحادثات أنه في حال انهيار المعاهدة فإن "المسؤولية عن هذا الأمر تقع بشكل تام على الجانب الأميركي"، بحسب ما نقلت عنه وكالات روسية للأنباء.
وقال ريابكوف إن الطرفين لم يتمكنا من الاتفاق على أي شيء، ويبدو أن واشنطن لا تريد إجراء مزيد من المفاوضات.
ونقلت الوكالة عنه قوله «علينا الإقرار بأن أي تقدم لم يتحقق».
وأضاف «نحن مستعدون للحوار على أساس المساواة والاحترام المتبادل وبدون تقديم مهل نهائية».
مهلة 60 يوماً
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة ستنسحب في غضون 60 يوماً من المعاهدة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتهدف للحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى في حال لم تفكك روسيا الصواريخ التي تعتبر واشنطن أنها تشكل انتهاكاً للاتفاق ومن بينها نظام 9إم729 المعروف كذلك باسم اس اس سي-8.
والمعاهدة ثنائية بين الولايات المتحدة وما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي، ولذلك فإنها لا تفرض قيوداً على دول عسكرية كبيرة أخرى مثل الصين.
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لمنح هذا الامتياز لدولة خصم، مشيراً إلى أن المخاوف الأميركية بشأن التزام روسيا تعود إلى ما قبل إدارة ترامب.
واتهم بومبيو روسيا بتجاهل عشرات التحذيرات من مسؤولين أميركيين كبار خلال السنوات الخمس الماضية بشأن نظام اس اس سي-8.
وقال ريابكوف إن محادثات الثلاثاء في جنيف تركزت على نظام اس اس سي-8 إلا أن المطالب الأميركية بخصوص هذه الصواريخ غير مقبولة.
ووقع على المعاهدة التاريخية الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف عام 1987 حيث أدت الى التخلص من نحو 2700 صاروخ قصير ومتوسط المدى، ووضعت كذلك حداً لأزمة التسلح التي اندلعت في ثمانينيات القرن الماضي.
ووصف رئيس حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ المعاهدة بانها «أفضل معاهدة للحد من الأسلحة» إلا أنه حذر الشهر الماضي من أنه يبدو من المرجح أن هذه المعاهدة في طريقها الى الانهيار.
ا ف ب