المتشددون بسوريا ينفون التخطيط لسحق خصومهم والسيطرة على منطقة إدلب
قالت الجماعة الإسلامية المتشددة الرئيسية في شمال غرب سوريا يوم الاثنين إنها لا تسعى للهيمنة على منطقة إدلب، وذلك بعدما عززت قبضتها على آخر معقل للمعارضة في ما يعرض للخطر اتفاقاً يحول دون هجوم للجيش بدعم روسي على المنطقة.
وقال أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، التي تقودها جماعة كانت تابعة للقاعدة سابقاً في سوريا، إن هدفها هو توحيد الإدارة المدنية في إدلب من أجل بسط الاستقرار وإنهاء غياب القانون.
وقال لمؤسسة (أمجاد) الإعلامية التابعة للهيئة في أول تصريحات منذ أحدث جولة في الاقتتال بين الفصائل «في حقيقة الأمر الهيئة لا تسعى لهذا الأمر، الهيئة تسعى لمشاركة الجميع في هذه الإدارة».
«ليست في أجندة أو استراتيجية الهيئة أن تزيل فصائل بل على العكس الهيئة تسعى لأن يكون المحرر متنوعاً لما يعود بالخير على الساحة. الحل الأمثل هو عزل هذه الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام عن إدارة المحرر وتسليم إدارة المحرر إلى كفاءات مدنية وأكاديمية».
وفي الأسبوع الماضي، أجبرت هيئة تحرير الشام، المدرجة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى، فصائل من الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا على قبول اتفاق سلام يعطي السيطرة المدنية على المنطقة لإدارة مدعومة من الجماعة المتشددة.
وأثار صعود هيئة تحرير الشام مخاوف لدى تركيا والمعارضة المسلحة المعتدلة التي تدعمها من أن تستغل موسكو مكاسب الجماعة ذريعة للتنصل من اتفاق أبرم في سوتشي في أيلول (سبتمبر).
ويجعل الاتفاق تركيا مسؤولة عن ضمان طرد الجماعات الإسلامية المحظورة من منطقة عازلة على خط المواجهة.
وسمح المتشددون للقوات التركية بالانتشار على خطوط المواجهة وفق ما يطالب به الاتفاق بين روسيا وتركيا، لكنهم لم ينسحبوا من المنطقة.
وقال الجولاني إن جنوب سوريا والغوطة الشرقية كانا تحت سيطرة الجماعات المعتدلة المدعومة من الغرب وليس المتشددين عندما شن الروس والجيش السوري حملات عسكرية مدمرة عليهما العام الماضي للقضاء على سيطرة المعارضة.
وقال الجولاني «العدو لا يحتاج إلى حجج هو يخرج بالطائرات ويقصف المدنيين. العدو الذي يقصف الأطفال والنساء والمشافي ليس بحاجة إلى مبرر لدخول منطقة وضربها».
وأضاف «يجب الا نبقى نبرر للعدو أننا أناس طيبون أناس لطيفون جداً ونصلح أن نعيش في هذه المنطقة، هذه معادلة صراع وحرب».
وقالت روسيا يوم الجمعة إنها ما زالت ملتزمة بالاتفاق الذي أبرمته مع تركيا لإرساء الاستقرار في منطقة لعدم التصعيد في إدلب، لكنها قلقة من زيادة عدد انتهاكات وقف إطلاق النار.
وزار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار المنطقة الحدودية المتاخمة لإدلب برفقة رئيس الأركان العامة ورئيس وكالة المخابرات وطمأن روسيا بأن بلاده تبذل «كل ما في وسعنا للحفاظ على وقف إطلاق النار والاستقرار في إدلب».
رويترز