أول مواجهة بين واشنطن وباريس في الأمم المتحدة منذ تولي بايدن الرئاسة؟
تُنذر المواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بأول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض قبل خمسة أشهر. فقد ألمحت واشنطن إلى استعمال حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي يدعو إلى «وقف العمليات العسكرية» و«إيصال المساعدات الإنسانية» خصوصاً إلى قطاع غزة المحاصر.
بدأت مواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قد تكون أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير).
فقد تقدمت باريس الثلاثاء بمشروع قرار يدعو إلى «وقف العمليات العسكرية» و«إيصال المساعدات الإنسانية» خصوصاً إلى قطاع غزة المحاصر.
وسُلمت مسودة مشروع القرار إلى عدد قليل جداً من الدول، ثم وُزعت مساء الأربعاء على بقية أعضاء المجلس الخمسة عشر الذين لديهم حتى مساء الخميس لاقتراح تعديلات، بحسب دبلوماسيين.
ولم تقترح باريس موعداً للتصويت. فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على واشنطن لتشديد موقفها تجاه إسرائيل بعد أن دعا الرئيس الأميركي الأربعاء إلى وقف التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين؟
«لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد»
ولم يتأخر رد الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حق النقض (الفيتو) في حال المضي قدماً بالمقترح. وقالت متحدثة باسم بعثتها في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس: «كنا واضحين في أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية: «صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلاً إزاء كل ذلك». وأضاف: «من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها»، مشدداً على أن «أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت».
وتتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، هذه السياسة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس (ممثلة العالم العربي في المجلس) والنروج.
«حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث»
كذلك ماطلت في تنظيم أربعة اجتماعات للمجلس منذ 10 أيار (مايو)، حتى إنها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيراً الأحد بصيغة مفتوحة.
قالت سفيرة ايرلندا العضو غير الدائم في مجلس الأمن، جيرالدين بيرن ناسون، الثلاثاء إن «أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث».
بدوره، قال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه: «نحن نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أشياء مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي».
وقد يترك التوتر الملموس بين فرنسا والولايات المتحدة آثاراً على ملفات أخرى. فقد ظهر خلاف كبير الثلاثاء بين البلدين في الأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدة إلى القوة المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.
باريس، المنخرطة سياسياً وعسكرياً بشدة في المنطقة، تقوم منذ سنوات بحملات لتوفير دعم مالي ولوجستي وعملياتي عبر الأمم المتحدة للقوة المؤلفة من 5 آلاف عسكري يعانون من سوء التجهيز ويتحدرون من النيجر وتشاد وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو.
لكن واشنطن قالت في وقت سابق هذا الأسبوع إنها على غرار الإدارة السابقة تفضل تقديم مساعدات ثنائية بدلاً من الالتزام بتمويل عبر الأمم المتحدة قد يكون بلا نهاية.
فرانس24/ أ ف ب