توقعات بتأجيل الانتخابات الفلسطينية وسط خلاف بشأن التصويت في القدس
ظهرت يوم الثلاثاء بوادر على أن أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاماً تتجه نحو التأجيل وسط خلافات بشأن التصويت في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل وانقسامات داخل حركة فتح التي ينتمي اليها الرئيس محمود عباس.
وكان الكثير من الفلسطينيين متشككين منذ البداية في ما إذا كانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في أيار (مايو) وتموز (يوليو) ستجرى فعلاً بعد أن أعلن عنها عباس في كانون الثاني (يناير). ويتولى عباس (85 عاماً) الرئاسة منذ 2005.
ويُنظر على نطاق واسع لاختيار موعد الانتخابات على أنه محاولة لإعادة ضبط العلاقات مع واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن. وفي وقت سابق هذا الشهر بدأ بايدن في إعادة المساعدات الأميركية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والتي توقفت في عهد سلفه دونالد ترامب.
وأكد واصل أبو يوسف أحد المقربين من عباس وعضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز يوم الثلاثاء أن مسألة التصويت في القدس تعتبر عاملاً أساسياً في ما يفكر فيه عباس.
وقال «المدرج على جدول اجتماع القيادة يوم الخميس موضوع الانتخابات في القدس مشاركة وترشيحاً… وأي منع أو تعطيل لإجراء الانتخابات في القدس يعني تأجيل هذه الانتخابات».
وأضاف «الاحتلال يمارس على الأرض ما يعطل إجراء الانتخابات في القدس دون الإعلان رسمياً عن ذلك».
وقال الوزير حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس هيئة الشؤون المدنية إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الفلسطينيين رسمياً بأن «الموقف الإسرائيلي من إجراء الانتخابات في مدينة القدس الشرقية ما زال سلبياً».
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وضمت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1980 لكن الخطوة لم تحظ باعتراف دولي. وما زال أغلب المجتمع الدولي يعتبرها محتلة لكن إسرائيل تعتبر القدس بشطريها عاصمتها الأبدية الموحدة.
وقال ضابط بالمخابرات المصرية لرويترز إن الفلسطينيين أبلغوا مصر أنهم يعتزمون تأجيل الانتخابات بسبب موضوع التصويت في القدس وإن عباس سيعلن القرار في اجتماع لزعماء الفصائل يوم الخميس.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه ليس هناك إعلان رسمي بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بالتصويت في القدس كما فعلت في الانتخابات السابقة التي أجريت في عام 2006.
انقسامات فتح ومكاسب حماس
يقول محللون فلسطينيون إن الخلاف بشأن القدس يوفر لعباس ذريعة لتأجيل الانتخابات التي قد يخسرها.
فبعد الإعلان عن الانتخابات شهدت حركة فتح انقسامات بسبب إعلان متنافسين من داخل الحركة عن قائمة المرشحين الخاصة بهم مما يهدد بتقويض القائمة الرسمية.
ويمكن لهذه الانقسامات أن تعرض قبضة عباس الممسكة بالسلطة منذ فترة طويلة للخطر من خلال السماح لحركة حماس الإسلامية بالفوز بالمزيد من المقاعد على حساب فتح بسبب الانقسامات التي كانت السبب الرئيسي وراء خسارة فتح في الانتخابات السابقة.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل من غزة «أبو مازن (عباس) قد يستخدم ذلك (القدس) ذريعة لتأجيل الانتخابات». وتابع «الموضوع هو فتح وقوائم فتح الأخرى والخوف من أن تحصل حماس على نسبة أصوات أعلى من فتح».
وتعترض حماس وفصائل فلسطينية أخرى على تأجيل الانتخابات.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس «لا مجال لمناقشة أي تأجيل، ما يجب مناقشته هو كيف نجري الانتخابات في القدس».
وسيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007 من السلطة الفلسطينية بقيادة عباس والمتمتعة بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية. والفصيلان في حالة من الصراع على السلطة منذ ذلك الحين.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن نحو 6300 فلسطيني في القدس الشرقية قد يحتاجون للإدلاء بأصواتهم في مكاتب البريد الإسرائيلية وفقاً لترتيبات سابقة. وأضافوا إن بقية سكان المدينة الفلسطينيين وعددهم نحو 150 ألفاً يمكنهم الإدلاء بأصواتهم خارج المدينة.
ا ف ب