واجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انتقادات من سياسيين محافظين بعد نشر تسجيل صوتي مسرب له ينتقد خلاله الدور الذي لعبه قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الذي تم اغتياله بضربة أميركية في العراق مطلع العام 2020. وأوضحت وزارة الخارجية أن التسجيل تضمن «مواقف شخصية» واقتطع من «حوار ضمن اللقاءات الروتينية في إطار الحكومة» غير معد للنشر.
قالت وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين إن التسجيل الصوتي للوزير محمد جواد ظريف الذي تم تسريبه وأثار جدلاً في الجمهورية الإسلامية، تضمن مواقف «شخصية» وتم اقتطاعه من حديث غير معد للنشر.
وفي التسجيل الذي أكدت الخارجية صحته، مشددة على أنه كان من ضمن حديث مطول، يتحدث ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع الذي أداه اللواء الراحل قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.
ويمتد التسجيل أكثر من ثلاث ساعات، ونشرته بداية الأحد وسائل إعلام خارج الجمهورية الإسلامية، قبل أن يتم تداوله عبر وسائل أخرى داخل إيران وخارجها وعلى مواقع التواصل.
وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي اليوم «ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام»، بل «حواراً ضمن اللقاءات الروتينية (…) في إطار الحكومة».
وأكد أن نقاشات كهذه دائماً ما تكون «جدية، شفافة، ومباشرة».
وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.
وقال ظريف إنه «في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم (…) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية»، وفق المقتطفات التي نشرتها «نيويورك تايمز».
كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.
وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طاولت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصاً بعد مقتله في ضربة جوية أميركية العام الماضي.
ورأى رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف أن «حكمة وشجاعة الحاج قاسم غزتا الميادين ومهدتا الطريق أمام الدبلوماسية»، معتبراً أن منتقدي القائد العسكري الراحل يمارسون «لعبة سياسية» ويتسمون بـ «السذاجة»، من دون أن يذكر ظريف أو تصريحاته بشكل مباشر.
ورأى النائب المحافظ نصر الله بجمن فر أن ظريف في تسجيله «يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية»، وفق ما نقلت وكالة «فارس» للأنباء.
وطلب «توضيحات» من ظريف بشأن ما أدلى به.
من جهتها، انتقدت «فارس» تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرب بمثابة «رمز للدبلوماسية» في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز «ميدان» المعارك.
وقلل خطيب زاده في مؤتمره الصحفي من شأن الجدل بشأن التصريحات، مشدداً على أن ظريف «يوضح (في التسجيل) أن تصريحاته هي رأيه الشخصي»، مشيراً إلى أن ما نشر هو «ثلاث ساعات ونصف ساعة» من حديث امتد «سبع ساعات».
تولى سليماني لأعوام طويلة قيادة قوة القدس الموكلة العمليات الخارجية للحرس الثوري، واغتيل بضربة أميركية قرب مطار بغداد فجر الثالث من كانون الثاني (يناير) 2020.
وبدأ ظريف الإثنين زيارة لبغداد. وقام بعيد وصوله بالتوقف في موقع استهداف سليماني حيث تلا الفاتحة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا».
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، حيا وزير الخارجية الإيراني سليماني، واصفاً إياه بـ «بطل القتال ضد «داعش»» في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.
ولم يتطرق ظريف للجدل حول تصريحاته.
فرانس24/ أ ف ب