جولة ثانية من المحادثات السعودية الإيرانية هذا الشهر؟
قال مسؤولون بالشرق الأوسط ومصادر إن مسؤولين سعوديين وإيرانيين يعتزمون عقد مزيد من المحادثات المباشرة هذا الشهر لكن لم يتحدد بعد موعد لها، وذلك بهدف تهدئة حدة التوتر بين البلدين في خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ولم تؤكد أي من الرياض أو طهران علنا أو تنف عقد اجتماع أول في العراق في وقت سابق هذا الشهر رغم أن السفير الإيراني لدى بغداد رحب بالوساطة العراقية لإصلاح العلاقات مع دول الخليج. وقطعت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية في 2016.
وتأتي المحادثات بينما تواصل الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي انسحبت منه واشنطن قبل نحو ثلاث سنوات وعارضته الرياض لعدم معالجته برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتصرفات إيران الإقليمية.
وقال مسؤول في الشرق الأوسط «اجتماع أبريل كان بناءً للغاية، نوقشت خلاله قضايا عديدة، بينها أزمة اليمن بشكل أساسي، والاتفاق النووي الإيراني».
وقال المسؤول ومصدران إقليميان إن مزيداً من المحادثات قد تجرى قبل نهاية الشهر، لكن التوقيت يعتمد على التقدم في محادثات فيينا. وقال دبلوماسي أجنبي في الرياض إن من المتوقع عقد اجتماع ثان في أواخر نيسان (ابريل) أو أوائل أيار (مايو).
وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات، التي بدأت بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي للرياض، يقودها رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان، وسعيد عرافاني نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
التركيز على اليمن
قال ثلاثة من المصادر، بينهم الدبلوماسي، إن التركيز الأساسي كان على اليمن حيث يقاتل تحالف عربي حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي صعّدت هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية.
وقال المسؤول الإقليمي إن الجانب الإيراني وعد باستخدام نفوذ طهران لوقف هجمات الحوثيين على السعودية وطلب في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية، وهو ما أكده مصدر آخر مطلع على الأمر.
ولم يرد مركز التواصل الحكومي السعودي على الفور على طلب للتعليق.
وجعل الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء حرب اليمن الدائرة منذ نحو ست سنوات من أولويات إدارته. وقال تيم ليندركينغ، مبعوث واشنطن الخاص باليمن، يوم الأربعاء «سنرحب بقيام إيران بدور بناء، إذا كانوا على استعداد لذلك». لكنه قال «لم نلحظ أي مؤشر على ذلك».
وقال مصدران إقليميان آخران إن الاجتماع تطرق أيضا لقضية لبنان حيث تشعر الرياض بالقلق إزاء النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال الدبلوماسي «لا أعتقد أن من المحتمل أن يبرما اتفاقاً في الوقت الحالي»، مضيفاً أن الهدف على الأرجح هو منع أي عمل قد يتسبب في اشتعال التوتر.
وتهدف محادثات فيينا إلى إعادة واشنطن وطهران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي. كانت إيران قد انتهكت قيوداً نووية أساسية في الاتفاق رداً على العقوبات التي عاودت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها عليها في 2018.
وقالت أطراف الاتفاق الأخرى والولايات المتحدة وإيران يوم الثلاثاء إن تقدماً تحقق، لكن واشنطن وطهران قالتا إن الطريق لا يزال طويلاً.
ودعت الرياض إيران إلى الانخراط في المحادثات، وطالبت المجتمع الدولي بالتوصل لاتفاق نووي أقوى وأطول مدى. كما طالبت السعودية وحلفاؤها بمحادثات موسعة تشارك فيها دول الخليج.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن من المتوقع أن يكون أي اتفاق في فيينا نقطة بداية تقود إلى محادثات أوسع يمكن تيسيرها من خلال إجراءات لبناء الثقة.
رويترز