هجمات لمقاتلين اسلاميين تقتل جنديين في الكاميرون و15 شخصاً في الكونغو
قتل جنديان كاميرونيان في هجوم استهدف مركزاً عسكرياً في شمال البلاد وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، في حين أصيب سبعة جنود آخرين بجروح في انفجار لغم في المنطقة نفسها، بحسب ما أعلنت مصادر عسكرية وإدارية الثلاثاء.
ويشهد أقصى شمال الكاميرون، المنطقة الفقيرة الواقعة بين نيجيريا وتشاد، هجمات متكررة تشنّها جماعة بوكو حرام الجهادية النيجيرية وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا الذي انشقّ عن بوكو حرام وبايع تنظيم الدولة الإسلامية. وتستهدف هذه الهجمات في غالب الأحيان قوات الأمن والجيش إضافة إلى المدنيين في الدول الثلاث.
وقال كولونيل في الجيش الكاميروني لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إنّ مسلّحين أتوا من نيجيريا هاجموا ليل الإثنين-الثلاثاء موقعاً عسكرياً في سويرام، البلدة الكاميرونية القريبة من الحدود.
وأضاف الضابط طالباً عدم نشر اسمه أنّ «جنديّين كاميرونيّين لقيا حتفهما» في الهجوم، في حين «قتل خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا» في الردّ الذي أعقب الهجوم، مشيراً إلى أنّ المهاجمين غنموا في الهجوم قطعة سلاح ثقيل ودمّروا آلية عسكرية.
وتبنّى الهجوم تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، مؤكّداً أنّه قتل خلاله ثمانية جنود كاميرونيين، بحسب ما نقل عنه موقع «سايت» المتخصص برصد المواقع الجهادية على الإنترنت.
وبحسب الكولونيل نفسه فإنّ سبعة جنود أصيبوا بجروح الثلاثاء في المدينة نفسها من جرّاء انفجار لغم لدى مرور آليتهم العسكرية، مشيراً إلى أنّه لم يتّضح على الفور ما إذا كانت جماعة بوكو حرام هي التي زرعت اللغم أم تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا.
وأكّد مسؤول كبير في الإدارة المحلية لوكالة فرانس برس وقوع الهجوم المسلّح على الموقع العسكري وانفجار اللغم بالآلية العسكرية، كما أكّد الحصيلة التي أوردها الضابط.
وبحسب هذا المسؤول الذي طلب بدوره عدم نشر اسمه فإنّ الهجومين لم يخلّفا أي ضحايا في عداد المدنيين.
وبعدما أبصر النور في نيجيريا عام 2009، توسّع تمرد جماعة بوكو حرام تدريجياً ليطاول عدداً من دول المنطقة بما فيها الكاميرون التي يتصدّى جيشها لجهاديي بوكو حرام على الحدود منذ العام 2014.
وعلى غرار نيجيريا والتشاد والنيجر، يمتد أقصى شمال الكاميرون على طول جزء من بحيرة تشاد، التي تتألف من سلسلة بحيرات ومستنقعات تتخلّلها جزر صغيرة تنشط فيها جماعة بوكو حرام والفصيل المنشق عنها والذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية.
17 قتيلاً في الكونغو
وفي الكونغو قال زعيم جمعية مدنية محلية ومنظمة مراقبة إن من يشتبه في أنهم مقاتلون إسلاميون قتلوا ما لا يقل عن 17 شخصاً في غارة بساعة مبكرة على قرية في شمال شرق الكونجو، في أحدث هجوم ضمن تزايد العنف في الآونة الأخيرة.
وقال جيلي جوتابو، وهو زعيم جمعية مدنية محلية في أرض إيرومو إنه في حوالي الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي، هاجمت جماعة القوات الديمقراطية الحليفة، التي تزعم أنها مرتبطة ارتباطاً فضفاضاً بتنظيم الدولة الإسلامية، قرية ماكوتانو في إقليم إيتورو التي تقع على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي مدينة بونيا.
وقال «أطلقوا أعيرة نارية عدة في الهواء. وعندما كان السكان يفرون، أمسكوا ببعض الناس وقطَّعوهم بالمناجل».
وأكد مرصد كيفو سيكيورتي، وهو مبادرة بحثية تتبع الاضطرابات في المنطقة، الهجوم وقدر عدد القتلى بنحو 17 شخصاً على الأقل، لكن جوباتو قال إن عددا أكبر بكثير من الناس قتلوا. وأحجمت السلطات المحلية عن التعليق.
وقتلت جماعة القوات الديمقراطية الحليفة المئات منذ أواخر تشرين الأول (اكتوبر) العام الماضي عندما بدأ الجيش عملية لطردهم من قواعدهم قرب الحدود الأوغندية. وأعاق المقاتلون الجهود الرامية للقضاء على وباء إيبولا.
وبينما أعلن المقاتلون المنحدرون من أوغندا البيعة للدولة الإسلامية، وتبنى التنظيم بعض هجمات جماعة القوات الديمقراطية الحليفة، يقول الباحثون إنه لا توجد أدلة على تعاون وثيق بينهما.
وقال المرصد في بيان لرويترز إن المنطقة شهدت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ارتفاعاً في الهجمات العنيفة التي تشنها القوات الديمقراطية الحليفة، بعد شهرين من الهدوء النسبي.
وأضاف المرصد «السبب في أن هذا التصاعد يحدث ليس واضحاً تماماً. لكن الأمر الواضح للغاية هو أنه لم يحدث أي شكل لتفكيك للقوات الديمقراطية الحليفة».
وتابع قائلاً إن انتشار وحدات الجيش شمالاً وكذلك الإنهاك المعنوي والمالي ربما أعطى القوات الديمقراطية الحليفة مساحة أكبر للعمل.
ا ف ب/رويترز