تواصل البحث عن مفقودين من الحجاج بمكة وحصيلة الضحايا تتعدى 900 قتيل
يواصل أقرباء الحجاج من جنسيات مختلفة الخميس البحث عن ذويهم الذين فقدوا أثناء أدائهم للفريضة الخامسة في الإسلام فيما تعدت حصيلة الضحايا أكثر من 900 قتيل غالبيّتهم مصريون قضى معظمهم لأسباب مرتبطة بالطقس الحار. ويقول علماء المناخ إن هذه الوفيات تقدم لمحة عما ينتظر عشرات الملايين من المسلمين الذين من المتوقع أن يؤدوا فريضة الحج في العقود المقبلة.
يستكمل الحجاج مناسك الحج هذا الأسبوع فيما يتواصل البحث عن حجاج من جنسيات مختلفة فقد أثرهم أثناء تأديتهم المناسك وسط درجات الحرارة الشديدة أودت بحياة أكثر من 900 حاج.
وقال دبلوماسي عربي شرط عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع إلى «600 على الأقل»، بعد أن أفاد دبلوماسيان عربيان عن وفاة 323 مصرياً على الأقلّ في حصيلة سابقة.
وأشار الدبلوماسي إلى أن مسؤولين مصريين في السعودية تلقوا «1400 بلاغ عن مفقودين حتى الآن» مشيرًا إلى أن هذا العدد يشمل عدد الوفيات المذكور سابقًا. وأضاف إن «جميع (حالات الوفاة الجديدة) ناجمة عن الحرّ».
علماء المناخ يحذرون من مواسم الحج في المواسم المقبلة
يقول علماء المناخ إن هذه الوفيات تقدم لمحة عما ينتظر عشرات الملايين من المسلمين الذين من المتوقع أن يؤدوا فريضة الحج في العقود المقبلة.
وقال كارل فريدريش شلويسنر المستشار العلمي في المعهد الألماني لتحليلات المناخ إن مناسك «الحج تجري بطريقة معينة منذ أكثر من ألف عام، وكان المناخ حاراً دائماً».
واستطرد قائلاً «لكن… أزمة المناخ تفاقم قسوة الظروف المناخية».
الوضع سيتفاقم
صحيح أن موعد مناسك الحج يتجه الآن نحو فصل الشتاء، لكن بحلول أربعينيات القرن الحالي سيتزامن موسم الحج مع ذروة الصيف في السعودية.
وقال فهد سعيد، عالم المناخ في شركة كلايمت أناليتيكس ومقرها باكستان «سيكون الأمر مميتاً جداً».
والوفيات التي سببها ارتفاع درجات الحرارة أثناء الحج ليست جديدة، ويعود رصدها إلى القرن الخامس عشر.
وعدم القدرة على التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة والمجهود البدني المكثف والمساحات المكشوفة وتقدم السن يجعل الحجاج عرضة للخطر.
والعام الماضي، عانى أكثر من 2000 شخص من الإجهاد الحراري، وفقاً لمسؤولين سعوديين. ويقول علماء إن الوضع سيصبح أسوأ بكثير مع ارتفاع درجة حرارة العالم.
ونشر سعيد وشلويسنر دراسة سنة 2021 في دورية إنفايرومنتال ريسيرش ليترز خلصت إلى أنه إذا ارتفعت درجة حرارة العالم 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، فستتزايد احتمالات الإصابة بضربات شمس بين الحجاج خمس مرات.
ويسير العالم نحو تسجيل ارتفاع الحرارة بواقع 1.5 درجة مئوية في ثلاثينيات القرن الحالي.
وقال سعيد «الناس لديهم دوافع دينية قوية. وبالنسبة الى بعضهم، فإنه أمر لا يكون إلا مرة واحدة في العمر»، ولأن كل دولة تحصل على عدد محدود من الأماكن، «فإذا أتيحت لهم الفرصة، فسيذهبون».
فرانس24/ وكالات