سياسة لبنانيةلبنانيات

العقبات التي اعترضت هوكستين باقية فما هي الحلول التي يحملها لفتح ثغرة في جدار الازمة؟

انشغلت الاوساط السياسية والاعلامية في اليومين الماضيين بالزيارة التي يقوم بها الى المنطقة، مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين، في محاولة لتخفيف حدة الاشتباكات على الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان كما اعلن البيت الابيض. واجتمع هوكستين بعد وصوله الى اسرائيل برئيس وزرائها بنيامين نتانياهو ومن المتوقع ان يزور بيروت اليوم الثلاثاء للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. فما هي اهداف هذه الزيارة وما هو مدى نجاحها؟

سبق لهوكستين ان زار المنطقة مرات عدة، واجرى محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين، كما زار لبنان. وعلى الرغم من انه كان يحمل معه خطة للحل تعيد الهدوء الى الجبهة، الا انه اصطدم بالمواقف الاسرائيلية المتصلبة، والتي يزيدها حراجة انقسام الاراء بين وزراء حكومة نتانياهو العنصريين. وقد اضطر امس الى حل مجلس الحرب، وذكر ان السبب يعود الى طلب الوزير ايثمار بن غفير الانضمام الى هذا المجلس. وهذا يدل على مدى صعوبة الوصول الى رأي موحد داخل الحكومة الاسرئيلية، التي قال احد اركان المعارضة ان الافضل لو ان نتانياهو حل الحكومة كلها. كما ان مواقف نتانياهو نفسه الرافض لوقف الحرب، هو السبب الاول في عدم التوصل الى حل. وكان حزب الله قد ابلغ هوكستين عبر الرئيس بري بان لا بحث في اي حل قبل وقف القتال في غزة؟

الاراء انقسمت حول زيارة هوكستين. البعض قال انها لن تقدم ولا تؤخر في مجرى الاحداث، طالما ان العقبات التي اعترضتها في السابق لا تزال قائمة وبالتالي فان افق الحل لا يزال مقفلاً. والرأي الاخر يقول ان هوكستين قد يكون اهتدى الى صيغة يمكن معها فتح ثغرة ولو صغيرة في جدار الازمة، والا لما جاء، وهو الملم بكل المواقف. طبعاً لم يرشح الكثير عما حمله هوكستين، ولكن المتداول انه عاد الى المنطقة بعدما وصل الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية الى حافة الانفجار الكبير والحرب الشاملة، التي في حال اشتعالها ستدمر المنطقة كلها، ولن تقتصر اضرارها على جهة دون اخرى. وربما انه يحمل معه صيغة تقنع الاطراف بتخفيف العنف المتصاعد، والعودة الى التقيد بقواعد الاشتباك التي كانت سائدة في الاشهر الاولى، وهذا متوقف على مدى التزام اسرائيل بهذا الرأي ولو انه يبدو صعباً، باعتبار ان نتانياهو لا يريد توقف الحرب وهو مصر على المتابعة حفاظاً على بقائه في السلطة. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول فرنسي: ان ربط حزب الله وقف اطلاق النار مع اسرائيل بوقف الحرب في غزة ورفض اسرائيل لذلك، عقبة رئيسية امام انطلاق مفاوضات للتهدئة على جبهة لبنان. على كل حال النتائج رهن بالتطورات في الساعات المقبلة، فهل ينجح هوكستين في اعادة الهدوء او على الاقل تخفيف حدة المعارك، ام ان الامور ستتفلت من كل القيود ويصبح الانفجار وارداً في كل لحظة؟

هذا الوضع العسكري المتأزم لم يؤثر على الازمة السياسية القائمة لجهة انتخاب رئيس للجمهورية. فبعد موجة مبادرات خارجية امتدت من الفاتيكان الى فرنسا الى اللجنة الخماسية، وتحركات داخلية قام بها عدد من الكتل النيابية بدءاً من كتلة الاعتدال الوطني، الى مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الى حركة قام بها التيار الوطني الحر وكانت موضع تعليقات عديدة، كل هذه التحركات هدأت بمناسبة عطلة عيد الاضحى المبارك الا انها لم تتوقف نهائىاً وستعود الى التحرك في الايام المقبلة، لا سيما كتلة التيار التقدمي الاشتراكي، خصوصاً وان التحرك الفرنسي متوقف حالياً بسبب الانتخابات التي ستجرى في نهاية هذا الشهر، وبالتالي فان عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان غير متوقعة في الايام المقبلة.

هذه الاجواء الملبدة بالغموض تؤشر الى ترابط الاحداث بعضها ببعض، وان لا حلحلة على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية قبل توقف القتال في غزة وبالتالي في الجنوب اللبناني. وما قيل عن فك ارتباط بين القضيتين لا يؤشر الى الحقيقة. فالكل منشغلون في تبريد الجبهة قبل توسعها وامتدادها الى ساحات اخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق