بلينكن يؤكد سعي واشنطن لسد الفجوة في الصفقة بين إسرائيل وحماس
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في الدوحة أن التوصل إلى هدنة طال أمد مفاوضاتها لإرساء وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة لا يزال ممكناً، لافتاً إلى أن بعض طلبات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المقترح الأخير «قابلة للتنفيذ».
وبعد جولة قادته إلى القاهرة وتل أبيب وعمّان، حطّ بلينكن في قطر، الوسيط الرئيسي في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، بعدما قدّمت الأخيرة ردها على اقتراح قادته واشنطن للهدنة في غزة.
وبعد لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك إن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لسد الفجوات و«إتمام اتفاق» وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف أن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس الثلاثاء، مضيفاً أن «بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك».
وقال «لذا يتعين علينا أن نرى على وجه السرعة خلال الأيام المقبلة ما إذا كان من الممكن سد هذه الفجوات».
لكنه اعتبر أن المسؤولية تقع على عاتق حماس، واصفاً بقية العالم بأنه متحد في السعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر.
وأردف بلينكن «نحن مصممون على محاولة سد الفجوات. وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم جسر هذه الفجوات، لأنه في نهاية المطاف على حماس أن تقرر»، مضيفاً أنه «كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات».
«أفكار لليوم التالي»
اقترحت حماس في وقت متأخر من الثلاثاء تعديلات رداً على الخطة التي قدمها الرئيس جو بايدن في 31 أيار (مايو)، تشمل جدولاً زمنياً لوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفقاً لمصدر مطلع على المحادثات. وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة «تدرس» الرد الرسمي للحركة.
وتنص خطة بايدن في المرحلة الأولى على وقف فوري لإطلاق النار لستة أسابيع والإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، و«انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة».
وأكّد بلينكن مجدداً أن إسرائيل تقف وراء مقترح وقف إطلاق النار، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يؤيده رسمياً ولديه أعضاء في الحكومة اليمينية المتطرفة تعهدوا بتعطيله.
كما سلط بلينكن الضوء على القلق الرئيسي للولايات المتحدة مع حليفتها، وهو أنها لا تملك خطة لليوم التالي بعد انتهاء الحرب.
وقال من الدوحة إن واشنطن ستقدم «في الأسابيع المقبلة… عناصر رئيسية لخطة اليوم التالي، بما في ذلك أفكار ملموسة إزاء كيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار».
هدنة في غزة… هدوء في لبنان؟
في المقابل، جدد بلينكن دعواته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات.
وجاءت تصريحات بلينكن تزامناً مع إطلاق حزب الله اللبناني وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل الأربعاء، غداة غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل قيادي كبير من الحزب.
وقال بلينكن إنه «ليس هناك شك لدي بأن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي «دعماً» لغزة و«اسناداً لمقاومتها»، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه «بنى تحتية» تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
والتقى بلينكن في قصر لوسيل شمال الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في وقت لاحق، قبل أن يتوجّه إلى إيطاليا للانضمام إلى بايدن في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
ا ف ب