حركة ناشطة عسكرياً ورئاسياً ولا نتيجة… فلماذا لا يتحرك الشعب لمحاسبة من اختارهم ليمثلوه؟
الحركة ناشطة على مختلف الاصعدة. في الجنوب يحافظ الوضع العسكري على سخونته التي ترتفع من يوم الى يوم، ولكنها حتى الساعة لا تزال مضبوطة الى حد ما، وان كانت الاضرار قد ارتفعت بشكل كبير سواء لناحية عدد الضحايا الذين يسقطون بالغارات المعادية، او لجهة التدمير الذي يلحق بالمنازل والاراضي الزراعية والحرائق المشتعلة بصورة يومية، جراء استخدام العدو الاسرائيلي القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً،. وقد اعلن وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين في مؤتمر الاردن الخاص بالمساعدات الانسانية ان الاستخدام غير القانوني للفوسفور الابيض من قبل اسرائيل ادى الى تدمير ما مجموعه 1250 هكتاراً من الاراضي الزراعية، وفقدان 340 الف رأس من الماشية. فهل يطبق قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر امس وتتوقف الحرب في غزة، فتنعكس على الوضع في الجنوب اللبناني؟
رئاسياً واصل الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط جولته على الفاعليات السياسية. فزار على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي ضم النواب بلال عبدالله وهادي ابو الحسن ووائل ابو فاعور وحسام حرب والتقوا اعضاء تكتل التوافق الوطني، فيصل كرامي ومحمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد. وتناول البحث كيفية الخروج من الجمود الحاصل. بعد اللقاء زار وفد من التكتل الرئيس نبيه بري. وقال النائب يحيى لن نصل الى انتخاب رئيس الا بالحوار. بعد ذلك كان لقاء بين تكتل التوافق الوطني ووفد التيار الوطني الحر، برئاسة النائب جبران باسيل. بعد اللقاء قال فيصل كرامي كانت جولة افكار حول المخارج المقترحة من قبل التيار الحر ونحن تلقينا هذه الافكار بايجابية. وقال باسيل اتفقنا على عدد من الامور اذكر منها ان الفراغ مؤذ للبلد واستمراره يهدد باخطار اضافية. وتواصلت الزيارات والمبادرات الا انها على تعددها لم تتوصل حتى الساعة الى نتيجة، ولا تزال الاطراف السياسية على مواقفها مما يجعل سد الفراغ الرئاسي امراً صعباً.
على الصعيد النيابي عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة، وعلى جدول اعمالها ثمانية بنود، قال نائب رئيس المجلس الياس ابو صعب ان سبعة بنود احيلت الى اللجان الفرعية، وجرى سحب اقتراح قانون من قبل مقدمي الاقتراح. ويتعلق بودائع المودعين. وقال ابو صعب ان الحل لا يكون الا بانتخاب رئيس للجمهورية لتستقيم الدولة، وانتخاب الرئيس لن يحصل الا اذا تكلمنا مع بعضنا البعض باي صيغة رحمة ورأفة باللبنانيين. ان الحل بانتخاب رئيس للجمهورية قبل ان نصل الى مكان ونقول هذا المجلس قد لا ينتخب رئيساً للجمهورية واذا لا يوجد رئيس قد لا تكون هناك انتخابات نيابية مقبلة.
وابدى ابو صعب تخوفه من ان يكون يجري اعداد مشروع قانون للتمديد لهذا المجلس. وهذا غير مستغرب لان وجود هذا المجلس العاجز عن القيام بواجبه الدستوري يناسب الكثيرين الذين يريدون ان يبقى كل شيء معطلاً، ولا يتم انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الحياة الى المؤسسات. فهل هذا ما يريده الشعب اللبناني وهل هو راض عن النواب الذين اختارهم ليرعوا مصالحه ومصالح البلد؟ ان كل هذه الويلات تتم على ايدي هذا المجلس ولا يقدم على تقديم استقالته كما ان الشعب الذي اختار ممثليه يقف صامتاً متفرجاً، فالى متى؟ ولماذا لا يتحرك ويسحب التوكيل الذي منحه لهؤلاء النواب الذين يبرهنون انهم لا يمثلونه. ان المحاسبة اساس كل نجاح ولكنها في لبنان معطلة.