سياسة لبنانيةلبنانيات

المبادرات الحالية هي لتقطيع الوقت بانتظار نتائج حرب غزة وترتيب المنطقة

حركة المبادرات لانتخاب رئيس للجمهورية لا تزال ناشطة دون ان تتوصل الى نتيجة حتى الساعة. وبدت عاجزة عن خرق المواقف المتصلبة التي توحي بان الطبخة السياسية لم تنضج بعد. ويستدل من المواقف التي اطلقها رئيس تيار المردة امس الاول، وكذلك تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الاعلام وقال فيه انه متمسك بالحوار وبرئاسته، ان تيار الممانعة لا يزال يستبعد انتخاب رئيس وربما هو ينتظر نهاية حرب غزة، وما يخطط للمنطقة ككل حتى يتم اخذ القرار النهائي. فالرئيس بري الذي كان يعول عليه عند احتدام المشاكل، يبدو اليوم في صورة مغايرة، فهو مصر على الحوار وبرئاسته مع علمه الاكيد انه يخالف الدستور الذي لم يأت على ذكر اجراء حوار يسبق الانتخاب.

تابع امس الحزب التقدمي الاشتراكي جولته التي بدأت الاسبوع الماضي على الاطراف السياسية، في محاولة لتقريب وجهات النظر، والتوصل الى اتفاق حول مرشح كفوء وحيادي يتولى ادارة البلاد، تعاونه حكومة فاعلة بعيدة عن الارتباط باي من الافرقاء… ولهذه الغاية زار الوفد الاشتراكي الصيفي والتقى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل. وضم الوفد الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنواب مروان حماده وهادي ابو الحسن ووائل ابو فاعور وامين عام الحزب الاشتراكي ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، وكان الى جانب الجميل النائبان نديم الجميل والياس حنكش وعدد من المسؤولين في الحزب. وقال رئيس حزب الكتائب بعد اللقاء ان حزبه لا ينتظر نتائج حرب، ولا يراهن على اي شيء من الخارج، انما ما يهمه انتخاب الرئيس باسرع وقت.

واضاف لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجية قبل البدء في الحديث بالرئيس المقبل، واذا كان المفروض فرض فرنجية فلسنا في وارد السير فى هذا الاتجاه. ورد على سليمان فرنجية فاقترح انسحاب الاقطاب المسيحيين الاربعة من المعركة، بدل الترشح. «لاننا نحن الاربعة طرف ولن نقدر ان ننتخب رئيس جمهورية يكون طرفاً». هذا وسبق اللقاء خلوة بين الجميل وجنبلاط.

النائب مروان حماده لفت الى ان الظروف اليوم اصعب من الماضي، لكن النيات التي تبادلناها مع الكتائب تلتقي حول مستقبل لبنان ونظرتنا للخروج من الفراغ ومحاولة ايجاد الطريق للتشاور وانتخاب رئيس تسوية والامر يحتاج الى مزيد من اللقاءات خصوصاً مع الكتائب.

في هذا الوقت كان الرئيس بري يستقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وتم البحث في المستجدات السياسية لا سيما الملف الرئاسي والتطورات الميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة. بعد اللقاء اشار باسيل الى ان البحث تطرق الى الموضوع الرئاسي والى عدم ربط الرئاسة باحداث الجنوب وغزة والمنطقة. وقال على العكس يجب ان يكون ذلك حافزاً للانتخاب. وقال انه لا يحمل مبادرة ولكن العمل مع الجميع لاتمام الاستحقاق الرئاسي، اما الرئيس بري فكرر مواقفه الثابتة وقال الحوار وحده يأتي بالرئيس وبدا انه غير مستعد للتنازل عن هذا الشرط رغم علمه انه خارج نصوص الدستور.

بعد اللقاء عقد وفد التيار الوطني الحر لقاء نيابياً موسعاً في بيت الكتائب في الصيفي وتركز الحديث على انتخاب رئيس للجمهورية. مبادرة التيار الوطني الحر تخللها رفض من رئيس التيار جبران باسيل لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقد عكس هذا التصريح عمق الخلافات القائمة بين الاطراف اللبنانية. وهذا يدل على عدم الوصول الى حلول قريبة. ويبدو ان الجميع ينتظرون انتهاء حرب غزة ليبنى على النتائج التي ستنتهي اليها.

على صعيد الحرب الدائرة في الجنوب فقد حافظت على وتيرتها العالية وشاركت المسيرات والصواريخ والطائرات الحربية ولم توفر بلدة الا وضربتها وكان حزب الله يرد وبقوة على الاعتداءات. التعليقات الخارجية تؤكد كلها ان الطرفين حزب الله واسرائيل لا يريدان الحرب الشاملة ولكن متى يصلان الى نقطة يصعب الرجوع عنها وبالتالي تفلت الامور؟ ولهذا تتكثف الوساطات والمحاولات للتوصل الى وقف اطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 الكفيل باعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق