رئيسيسياسة عربية

بيني غانتس يستقيل من الحكومة ويستغل النقمة الشعبية على نتانياهو ليخلفه

بيني غانتس، السياسي الإسرائيلي الوسطي ورئيس الأركان السابق، استقال من حكومة بنيامين نتانياهو، بعد انضمامه إليها لفترة قصيرة كوزير بلا حقيبة. انطلقت مسيرة غانتس السياسية في عام 2019 بهدف إزاحة نتانياهو. بعد خمس سنوات على ذلك، يأمل غانتس، الذي حاول تقديم نفسه على أنه من الصقور سياسياً، الاستفادة من نقمة شعبية على خلفية إخفاق نتانياهو في إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد اندلاع الحرب مع حركة حماس.

يعد بيني غانتس، الذي استقال من حكومة الحرب الإسرائيلية الأحد، سياسياً وسطياً يطمح لاطاحة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

كان غانتس رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع سابقاً يفتقر إلى الخبرة السياسية الواسعة، عندما قرر إطلاق «حزب الوحدة الوطنية» من يمين الوسط في العام 2019، محدداً هدفاً صريحاً بإزاحة نتانياهو عن السلطة.

بعد خمس سنوات على ذلك، يأمل غانتس في الاستفادة من نقمة شعبية على خلفية إخفاق نتانياهو في إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد اندلاع الحرب مع حركة حماس.

وبعد أيام على بدء الحرب، انضم غانتس، الذي بلغ الخامسة والستين الأحد، إلى حكومة الحرب برئاسة نتانياهو، وأصبح وزيراً من دون حقيبة في إدارة منافسه التي سميت «حكومة الوحدة».

وقال غانتس الذي كان أحد زعماء المعارضة الرئيسيين حينها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: إسرائيل فوق كل اعتبار».

لكن في كلمة متلفزة الأحد، قال غانتس إن «نتانياهو يمنعنا من المضي نحو نصر حقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بإخلاص تام».

لكن من غير المتوقع أن تؤدي استقالة غانتس إلى إسقاط الحكومة المشكلة من ائتلاف يضم أحزاباً دينية وقومية متطرفة، إلا أنها الضربة السياسة الرئيسية الأولى التي يتلقاها نتانياهو خلال الحرب، ما يعكس الضغوط الداخلية المتنامية حول إدارته للوضع.

«وحده القوي يستمر»

أثار غانتس غضب حزب الليكود بزعامة نتانياهو في آذار (مارس)، عندما قام بزيارة رسمية لواشنطن.

وواصل مناوراته السياسية في الأسابيع التالية، داعياً إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وموجهاً تحذيراً لنتانياهو، مفاده إما أن يقبل بخطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من حزيران (يونيو)، وإما الاستقالة من الحكومة.

والشهر الماضي، قال حزبه إنه تقدم باقتراح قانون لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، لا يملك فرصاً كبيرة للفوز بها في مواجهة ائتلاف نتانياهو.

ومنذ دخوله المعترك السياسي، خاض غانتس معارك انتخابية عدة ضد نتانياهو، من دون إلحاق هزيمة فعلية به.

ومنذ البداية، حاول الاعتماد على خلفيته العسكرية، ناشراً في العام 2019 مقاطع مصورة خلال حملته الانتخابية بعنوان «وحده القوي يستمر»، ركزت على عمليات عسكرية في غزة.

وشكل تحالفاً للتناوب على السلطة مع نتانياهو في أيار (مايو) 2020، في محاولة لمواجهة جائحة كوفيد-19، إلا أن نتانياهو لم يحترم الاتفاق.

وأدى الوضع إلى تنظيم انتخابات جديدة في العام 2021 انضم غانتس بنتيجتها إلى ائتلاف حكومي بقيادة يائير لبيد.

وقال غانتس في العام 2022 في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: «آمل أن أكون قادراً على جمع أكبر عدد ممكن من الأحزاب من حولي، ووضع حد لنتانياهو السياسي، وتشكيل حكومة دون الاعتماد على التطرف».

إلا أن جهوده فشلت، وتمكن نتانياهو من تشكيل ائتلاف بدعم من أحزاب اليمين المتطرف.

ورجح محللون ألا يتمكن غانتس من إزاحة نتانياهو عن السلطة حتى في الوقت الراهن.

وقال المحلل السياسي إيلان غريلسامر: «تراجع غانتس كثيراً في استطلاعات الرأي، لأنه ينظر إليه على أنه غير صارم ومتردد جداً ومتساهل مع نتانياهو».

صورة الصقر

ولد غانتس عام 1959 في قرية كفار أحيم في جنوب البلاد لوالدين مهاجرين من رومانيا والمجر، من الناجين من المحرقة النازية. وقد حاول أن يقدم نفسه على أنه من الصقور سياسياً.

وقد دعا إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجزء الأكبر من الضفة الغربية التي يحتلها الجيش منذ العام 1967، فضلاً عن ضم غور الأردن.

التحق في شبابه بالجيش كمجند، عام 1977 في سن الثامنة عشرة. صار مظلياً ورقياً ليصير جنرالاً عام 2001، قبل أن يعين رئيساً للأركان عام 2011 وحتى 2015.

ويرى الصحافي المختص في الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هارل، أن غانتس «لم يترك دمغة دائمة في الجيش، لكنه حافظ على صورة الاستقرار والنزاهة».

فيما سعى غانتس إلى ضرب المنظمات والجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجمات ضد إسرائيل، انخرط في الوقت نفسه في محادثات مع السلطة الفلسطينية، وقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مناسبات عدة للبحث في «قضايا أمنية واقتصادية».

في آب (أغسطس) 2022 وبصفته وزيرا للدفاع، شن عملية خاطفة ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة استمرت ثلاثة أيام، استخدم فيها الضربات الجوية والمدفعية، قتل فيها 49 فلسطينياً بينهم مقاتلون.

واعتبر بعد العملية أنها «نجاح على المستوى العسكري»، مضيفاً: «لن نتردد في المستقبل في تنفيذ عمليات أخرى من هذا النوع».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق