السودان: إغلاق المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر إثر هجوم مسلح
كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن تعرض المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر السودانية للهجوم، وأكدت أنه أصبح خارج الخدمة، في حين حمل سكان محليون قوات الدعم السريع شبه العسكرية المسؤولية. يضم المستشفى 1.8 مليون ساكن ونازح في إقليم دارفور، ويعتبر جبهة جديدة في القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد تم إجلاء المرضى بعد تعرض المستشفى للهجوم مرات عدة منذ 25 أيار (مايو). المنظمة ذكرت أن عدداً كبيراً من الجرحى والقتلى وصلوا للمستشفى، لكن كثيرين لا يستطيعون الوصول بسبب القتال.
قالت منظمة أطباء بلا حدود الأحد، إن المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر السودانية الذي تدعمه المنظمة تعرض للهجوم وخرج عن الخدمة، بينما ألقى متطوعون محليون بالمسؤولية عن الهجوم على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وتؤوي المدينة الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتسعى قوات الدعم السريع، التي تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق في غرب السودان، إلى التقدم أكثر في وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السوداني يواجه «خطر مجاعة وشيكاً».
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفاً فروا من منازلهم في الفاشر بسبب الأعمال القتالية في نيسان (ابريل) وأيار (مايو).
ولم ترد قوات الدعم السريع على طلب للتعليق.
كما لم تذكر المنظمة اسم الجهة التي هاجمت المستشفى، وهو الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفه المنظمة بأنها أحداث يومية تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.
وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحاً دخلوا المستشفى، فيما توفي 208 بداخله خلال الفترة من 10 أيار (مايو) إلى السادس من حزيران (يونيو)، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.
وصرح ميشيل–أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ بالمنظمة، لرويترز، بأن المستشفى بدأ في وقت سابق بإجلاء المرضى، بعد أن تأثر بالقتال ثلاث مرات منذ 25 أيار (مايو).
وذكرت غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات، وهي مجموعة من المتطوعين، امس الأحد، إن مقاتلي قوات الدعم السريع داهموا المستشفى، ما أدى إلى مقتل وإصابة أشخاص عدة، ونهب أدوية وسيارة إسعاف، وإجبار المستشفى على غلق أبوابه.
وقال شاهد لرويترز إنه رأى أشخاصاً يخرجون من المستشفى، وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع أطلقت صواريخ على المستشفى والمناطق المجاورة له.
وقالت تنسيقية مخيم أبو شوك ومتطوع، إن هجوماً آخر وقع أمس على المخيم الواقع إلى الشمال من المدينة، ما أثر على مركز طبي آخر، وأدى إلى مقتل اثنين على الأقل، وإصابة أكثر من 30 شخصاً.
ونشر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية تقريراً الأسبوع الماضي، قال فيه إن نحو 40 تجمعاً سكنياً خارج المدينة تعرض لحرائق متعمدة منذ آذار (مارس).
وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن الهجمات.
ويواجه الأشخاص الذي يتركون المدينة خطراً كبيراً، إذ يقول السكان إن الفارين يتعرضون للهجوم وحتى القتل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة، والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وذكر عامل إغاثة وسكان إن معظم الفارين إما يتجهون جنوباً إلى معسكر زمزم أو غرباً إلى منطقتي طويلة وجبل مرة، اللتين تسيطر عليهما جماعات مسلحة، منها فصيل جيش تحرير السودان الذي يرأسه عبد الواحد محمد نور.
فرانس24/ رويترز