سياسة لبنانيةعقارات

قصف وقتل وحرائق ودمار تقرب لبنان من الحرب الشاملة… والاشتراكي يتحرك للتقريب بين الافرقاء

السؤال الذي كان يطرح منذ 7 تشرين الاول (اكتوبر) هل تقع الحرب؟ اصبح واقعاً على الارض من جراء التصعيد الخطير الذي يخيم منذ ايام عدة على الجبهة. قد تكون هناك نية بعدم الدخول في حرب شاملة ولكن تطورات الميدان قد تجر الاطراف ولو عن غير قصد الى المعركة. لقد شهدت الجبهة طيراناً حربياً ومسيرات وصواريخ متعددة العيارات والاحجام والقذائف الثقيلة ويرافق كل ذلك سقوط ضحايا واصابات وتدمير منازل وحرائق اتلفت المزروعات وهجرت السكان من منازلهم وقراهم، وتتوسع رقعة القصف يومياً وتطاول احياناً العمق اللبناني، وكذلك عمق الاراضي المحتلة حيث طاولت مسيرات المقاومة نهاريا وعكا وغيرهما. ان المساعي تبذل لمنع الحرب المدمرة التي ان اشتعلت بشمولية اكبر سيكون من الصعب على لبنان تحملها، وهو في هذا الوضع المتردي سياسياً واقتصادياً ومعيشياً. فعلى امل ان تسود لغة العقل وتنجح الديبلوماسية في وضع حد لهذا الوضع المقلق. ويسأل المراقبون هل من علاقة بين زيارة وزير الخارجية الايرانية بالانابة علي باقري في هذا التصعيد؟ لقد كان الوزير السابق حسين امير عبداللهيان الذي قضى بحادث الطائرة مع رئيسي يأتي الى لبنان مستخدماً اللغة الهادئة، ويتمنى للبنان الهدوء والاستقرار والازدهار. اما باقري فتحدث عن وحدة الساحات وعن بيروت مهد المقاومة الامر الذي وضع لبنان في دائرة الخطر، ودفع وزير مالية اسرائيل العنصري الى وصف بيروت بانها عاصمة الارهاب. فهل تبدلت السياسة الايرانية، ام ان اللهجة تتبدل بتبدل الاشخاص؟ وما يهم باقري طالما ان بلاده لا تقاتل لا بجيشها ولا بشعبها ولا بارضها؟

في ظل هذه الاجواء المقلقة تحرك الحزب التقدمي الاشتراكي وشكل وفوداً بدأت تجول على مختلف الاطراف السياسية اللبنانية في محاولة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الكتل النيابية. وكانت البداية عندما اوفد الوزير وليد جنبلاط الوزير السابق غازي العريضي الى الرئيس نبيه بري ومستشار الامين العام لحزب الله حسن خليل للتشاور من اجل انجاز الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

كذلك التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفداً من تكتل اللقاء الديمقراطي ضم رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط والنواب مروان حماده، اكرم شهيب ووائل ابو فاعور. استمر اللقاء ساعة كاملة اعلن بعده النائب شهيب ان جولتنا ليست من اجل طرح مبادرة جديدة او اسماء رئاسية، بل من اجل خلق مساحة مشتركة بين الكتل النيابية. وقال بغض النظر عن النتائج المرجوة، من الضروري البحث الجدي المشترك بين القوى السياسية لمحاولة الوصول الى رئيس وفاقي يجمع ولا يفرق، ويخرج البلاد من المأزق الحالي، وهذا لا يحدث في نظرنا الا من خلال التلاقي والحوار والتشاور. ورداً على سؤال قال شهيب ان ما نقوم به ليس مبادرة وانما محاولة تهدف الى التلاقي مع الجميع. وقال ان الوفد لم يتكلم بالاسماء ولن يطرح اسماء في الوقت الحالي.

بعد ذلك زار وفد اللقاء التيار الوطني الحر وضم النائب تيمور جنبلاط والنواب وائل ابو فاعور وهادي ابو الحسن وراجي السعد. بعد اللقاء قال النائب هادي ابو الحسن ان الحركة اليوم هي حركة سياسية بهدف خلق دينامية تؤدي لخلق مساحة مشتركة بين اللبنانيين، يمكن التأسيس عليها لتجاوز الاستعصاء الرئاسي في هذه المرحلة الحرجة. واضاف ان كل الظروف السياسية والاجتماعية والمالية وحقوق الناس وحقوق المودعين والمسؤولية الملقاة على عاتقنا كسياسيين من اجل اعادة الحقوق الى اصحابها، ان كل ذلك يتطلب منا ان يكون هناك دولة في لبنان، وان يكون هناك مؤسسات دستورية في لبنان. وركيزة المؤسسات الدستورية تبدأ بالانتظام، بدءاً من رئاسة الجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة والتوافق على برنامج اصلاحي اقتصادي اجتماعي، لتواجه تلك التحديات. وقال نحاول اليوم ايجاد صيغة مرنة تؤدي الى التشاور والنقاش.

ما شجع الحزب الاشتراكي على القيام بهذه المبادرة ما لمسه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من حزب الله بانه يفصل بين انتخابات الرئاسة والحرب في غزة واعتبر هذا الموقف مساعداً على القيام بالمحاولة. فعلى امل ان تنجح مبادرة الاشتراكي حيث فشلت محاولات كثيرة والوضع لم يعد يحتمل هذا الانهيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق