الهجوم الإسرائيلي يشتد في رفح والسكان «خائفون»

فر مئات الفلسطينيين من حي تل السلطان في مدينة رفح الثلاثاء بحسب ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس، بعدما تعرض الأحد لغارة إسرائيلية خلفت 45 قتيلاً وفق السلطات في قطاع غزة، في حين دخلت دبابات اسرائيلية الثلاثاء إلى وسط المدينة مع تواصل القصف عليها.
وقال إيهاب زعرب (40 عامًا) من سكان غرب رفح «نحن في حالة ذعر وخوف كبير. أطفالنا ونساؤنا لا يتوقفون عن البكاء فالقصف عنيف ومكثف».
وأكد أن «الوضع صعب للغاية في المناطق الغربية في رفح. القصف لا يتوقف من الطائرات الحربية والمدفعية بالإضافة إلى إطلاق النار مع تقدم عدد من الاليات باتجاه الغرب».
وتابع «لا يوجد مكان آمن في هذه المنطقة التي ادعى الاحتلال الإسرائيلي انها آمنة وها هو يستهدفها ويستهدف المواطنين والمستشفيات».
وحمل بعض الفارين فرشات وبطانيات ونزحوا مع أطفالهم في سيارات، ووضع آخرون أمتعتهم بأكياس حملوها على ظهرهم مغادرين سيراً على الأقدام.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن حوالي مليون مدني نزحوا من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء، تزامناً مع بدء عمليات برية اسرائيلية فيها.
وقال إيهاب زعرب «مشاهد المواطنين وهم ينزحون أثارت في قلوبنا الخوف أكثر، والعزم على النزوح إلى خيام في المواصي». وأعرب عن أمله في إيجاد مكان يأويه وعائلته هناك.
«تحت القصف»
وفي وسط مدينة رفح أكد سكان آخرون لوكالة فرانس برس أنه لم يعد بإمكانهم التحرك مع دخول الدبابات الإسرائيلية الثلاثاء.
وأكد عبد الخطيب (40 عاماً) حدوث «إطلاق نار من الدبابات والطائرات على الناس التي تتحرك وسط البلد».
وأشار إلى «سُحب دخان وسط البلد بسبب القصف من الطيران والدبابات».
وأضاف «الناس تائهة من نزوح إلى نزوح».
وقال محمد الشاعر الذي يسكن على بعد 200 متر تقريباً من دوار العودة في المدينة «أنا موجود في البيت تحت القصف».
من جهته قال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير في حديث لوكالة فرانس برس «نستجيب لنداءات الاستغاثة في مناطق رفح الشمالية والغربية أما المناطق الشرقية والجنوبية فلم نستطع الوصول اليها».
وأضاف «يوجد شهداء في الشوارع لا نستطيع الوصول اليهم بسبب اطلاق النيران من طائرات علينا».
وأكد أنه أثناء «اخراج مصابين من عائلة ابو طه ضربت قذيفة مدفعية بجانب طواقمنا التي تمكنت من الانسحاب بصعوبة» وذلك بالقرب من دوار زعرب وقد «كسر الزجاج الامامي لسيارة الاسعاف».
وأكد أن الصعوبات تكمن في أن الجيش الاسرائيلي «نفذ اغلاقاً من خلال القصف بطائرات كواد كابتر ما تسبب بعدم القدرة على دخول المساكن المحاصرة وبمنع اخراج المصابين في محيط دوار زعرب في الجنوب».
ولفت إلى أن «الصعوبات تكمن ايضاً باغلاق الطرق بفعل القصف العشوائي العنيف، وعدم وجود وقود كاف لتدخلاتنا الانسانية».
وأكد «نزوح عدد كبير من المواطنين في المناطق الغربية في رفح».
وأضاف «يوجد مواطنون من عدد من العائلات عالقون في أماكن قريبة من تواجد» الجيش الاسرائيلي.
ا ف ب