حرب الجنوب الى تصاعد ودخول اميركي – فرنسي – اممي على الخط لمعالجة الازمات اللبنانية

مؤتمر بروكسل للنازحين: بوحبيب يدق ناقوس الخطر ويطلب معالجة سريعة

شهد الجنوب اللبناني يوم امس سخونة ملحوظة تخللتها غارات جوية كثيفة، شملت العديد من القرى والبلدات الجنوبية، وقد رد عليها حزب الله بقصف صاروخي عنيف، ومسيرات انقضاضية ومدافع ثقيلة ووصل الرد على الاعتداءات الى المطلة. ودمر بعض التجهزات التجسسية التي اقامها العدو. ترافق ذلك مع ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين اميركيين بان هناك امالاً بقرب عقد اتفاق بين حزب الله واسرائيل، يقضي بان ينسحب مسلحو الحزب، فور وقف اطلاق النار، الى مسافة تبعد عن الحدود ستة عشر كيلومتراً، على ان ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة كلها.

رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استقبل الجنرال لازارو قائد قوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل)، وبحث معه في الاوضاع المسيطرة على الحدود، وما تقوم به اليونيفيل للمساعدة على تخفيف حدة التوتر،. كذلك زار الجنرال لازاريو قائد الجيش الجنرال جوزف عون وتناول البحث الوضع على الحدود. كما استقبل ميقاتي مسؤولاً اممياً وجرى التداول في القتال الدائر على الحدود والاستعدادات الجارية لرفع التقرير الدوري الى مجلس الامن بشأن تنفيذ القرار 1701 والتنسيق القائم بين الجيش واليونيفيل.

واستقبل الرئيس نبيه بري في مقر اقامته في عين التينة سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون وتناول البحث الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين. وذكرت انباء اذاعية ان السفيرة جونسون اطلعت الرئيس بري على الاجواء السائدة في الكونغرس الاميركي، فذكرت ان هناك فريقاً من النواب يطالب بفرض عقوبات على معرقلي انتخاب رئيس للجمهورية ومن بينهم الرئيس بري، فيما يعارض فريق اخر من اعضاء الكونغرس هذا التوجه، بحجة ان بري هو مفتاح الكثير من الحلول وخصوصاً الوضع في الجنوب وبالتالي يرفض ان تشمله العقوبات. غير ان هذه الانباء لم يؤكدها او ينفها اي طرف من المعنيين.

واليوم تنتظر بيروت وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وقد كثرت التفسيرات بشأن هذه الزيارة التي تأتي بعد غياب طويل. فهناك مصادر تقول ان لودريان سيجتمع الى المسؤولين اللبنانيين، والى عدد من رؤساء الكتل النيابية والفاعليات التي لها تأثيرها في البلاد، الا انه لا يحمل معه جديداً. فهو على غرار الزيارات السابقة سيكتفي بالاستماع الى اراء محدثيه ويكرر القاء النصح عليهم للمسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية. الا ان جهات اخرى تقول انه لو لم يكن يحمل جديداً لما جاء، خصوصاً وان اللجنة الخماسية وفرنسا ممثلة فيها، تقوم بالمهمة خير قيام. من هنا يمكن القول ان لديه معطيات جديدة سيطرحها خلال لقاءاته، فعسى ان يكون ذلك صحيحاً ونخرج من هذه الدوامة التي طال امدها.

اما الحدث الاخر الذي يشغل اللبنانيين حكومة وشعباً فهي قضية النزوح السوري، وعقد مؤتمر لهذه الغاية يوم امس في بروكسل حضره وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي خاطب المؤتمرين بقوله: نحمل اليكم هذا العام موقفاً لبنانياً جامعاً عبر عنه المجلس النيابي، في جلسة عكست اجماعاً لبنانياً قل نظيره، بان لبنان حكومة وشعباً من كل الفئات والمناطق والطوائف والاحزاب وصل الى نقطة اللاعودة لجهة تحمل بقاء الامور على حالها… جئنا نطرح حلولاً تؤمن العودة للنازحين الى بلدهم ومن تتعذر عودته لاسباب سياسية ندعو لاعادة توطينه في دولة ثالثة. ان استمرار معالجة النزوح بتحويل النازحين حيث هم، يشكل خطراً على جيران سوريا وعلى اوروبا معاً. وقال ان تعاون لبنان مع مفوضية اللاجئين لم يقابل بالمثل من قبل المفوضية التي تحولت الى جزء من المشكلة بنظر اللبنانيين.

واضاف بوحبيب في رسالته جئنا اليوم ندق ناقوس الخطر متسلحين بتوصية صادرة عن مجلس النواب اللبناني من اجل تطبيق حلول مستدامة ومنها:

– وضع برنامج زمني وتفصيلي لاعادة النازحين الى بلدهم او اعادة توطينهم في بلد ثالث.

– القيام بالاجراءات اللازمة لتسليم السجناء الى السلطات السورية.

– مساعدة الحكومة مادياً للاجهزة العسكرية والامنية من اجل ضبط الحدود.

ويمكن القول ان المؤتمرين الذين لا يملكون رؤية واضحة وكل همهم القاء الحمل على لبنان ليبقى بعيداً عنهم. فان المؤتمر لم يخرج بنتيجة وعلى لبنان السير في الخطة التي وضعها والاسراع في تنفيذها لانهاء ازمة النزوح.