دولياترئيسي

بلينكن يتعهد من كييف بدعم بلاده لأوكرانيا حتى «ضمان» أمنها

تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارة لكييف الثلاثاء، بأن تقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا لحين ضمان سيادتها الأمنية. ويأتي تعهد بلينكن في وقت تكثف فيه روسيا هجماتها بشرق أوكرانيا. وزيارة بلينكن لأوكرانيا هي الأولى لمسؤول أميركي كبير بعد أن أقر الكونغرس الشهر الماضي حزمة مساعدات عسكرية حجمها 61 مليار دولار انتظرتها كييف طويلاً.

في حين تواجه أوكرانيا هجوماً روسيا في شمالها الشرقي وانقطاعا للتيار الكهربائي من جراء ضربات روسية مستمرة منذ أسابيع على محطات الطاقة، تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة الثلاثاء إلى العاصمة الأوكرانية بأن تدعم الولايات المتحدة كييف حتى «ضمان» أمنها في مواجهة روسيا.

وقال بلينكن خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في كييف: «جئت إلى أوكرانيا حاملاً رسالة: أنتم لستم وحدكم». وأضاف: «الولايات المتحدة معكم منذ اليوم الأول»، وتابع: «سنبقى معكم حتى ضمان أمن أوكرانيا وسيادتها وقدرتها على اختيار مسارها».

وكان بلينكن أكد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما الثلاثاء في كييف، أن «المساعدة في طريقها الآن، وستحدث فارقاً حقيقياً ضد العدوان الروسي في ساحة المعركة». وقال إن «قسما منها وصل، وسيصل المزيد».

ومساء أعلنت شركة «أوكرينيرغو» المشغلة لقطاع الكهرباء بدء تقنين للتغذية بالتيار بسبب عجز البلاد عن التصدي لانخفاض درجات الحرارة جراء ضربات روسية مستمرة منذ أسابيع على محطات الطاقة.

وجاء في منشور للشركة المشغلة على تلغرام أنها ستضطر «لفرض تقنين طارئ في كل مناطق أوكرانيا».

في العاصمة كييف، قالت السلطات إن الكهرباء انقطعت عن 10 بالمئة من الأسر.

منذ أشهر، تشن روسيا ضربات تعد من الأكثر تدميراً على منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى تدمير مرافق رئيسية، وإجبار أوكرانيا على استجرار الكهرباء من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لتلبية الطلب.

«يمر وقت طويل»

من جهته، شكر زيلينسكي الثلاثاء واشنطن على المساعدات التي وصفها بـ«الحاسمة»، لكنه طالب الدول الغربية الداعمة لبلاده بتسريع عمليات تسليم الأسلحة الموعودة، قائلاً «من المهم الحصول عليها في أسرع وقت ممكن».

وفي حين تحاول كييف صد هجوم روسي جديد في شمال شرق البلاد، قال زيلينسكي في كلمته المسائية بعد لقائه بلينكن: «نحن بحاجة إلى تسريع عمليات التسليم بشكل ملحوظ. يمر وقت طويل جداً حالياً بين الإعلان عن حزم (المساعدات) ووصول الأسلحة إلى خط المواجهة».

واعتبر زيلينسكي أن الدفاع الجوي يشكل «المشكلة الأكبر» بالنسبة الى اوكرانيا.

وشدد الرئيس الأوكراني على ضرورة الحصول على وسائل دفاع جوي إضافية، وطلب بطاريتي صواريخ باتريوت لمنطقة خاركيف التي يستهدفها هجوم بري روسي منذ 10 أيار (مايو) والتي تعرضت لقصف مكثف في الأشهر الأخيرة.

وشنت روسيا هجوماً مباغتاً الجمعة على منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية، في شمال شرق البلاد قرب الحدود الروسية الأوكرانية، محققة «نجاحات تكتيكية» بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية.

وتثير هذه العملية مخاوف من تحقيق روسيا اختراقاً في مواجهة قوات أوكرانية تفتقر إلى الموارد.

وأصيب 20 شخصاً على الأقل في منطقة خاركيف الثلاثاء.

وقال قائد الشرطة المحلية سيرغي بولفينوف لوكالة الأنباء الفرنسية، إن قنبلة جوية موجهة أصابت مبنى سكنياً و«دمرت جزءاً من الطبقة (العاشرة.

وأكد الجيش الروسي الثلاثاء، أنه توغل «في عمق الدفاعات» الأوكرانية وأعلن سيطرته على قرية جديدة في شمال شرق البلاد قرب الحدود الروسية وبلدة فوفشانسك.

ويأتي الهجوم في الوقت الذي أدى فيه التأخير الكبير في تسليم المساعدات العسكرية الأميركية والأوروبية إلى إضعاف الدفاع الأوكراني.

وأتت زيارة بلينكن غير المعلنة بعد أسابيع على إقرار الكونغرس الأميركي بعد طول تأخير، حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار.

ومذاك أفرجت الولايات المتحدة عن حوالي 1،4 مليار دولار من المساعدات العسكرية من مخزوناتها، خصوصا منظومات باتريوت و«ناسامز» NASAMS للدفاع الجوي التي تحتاج أوكرانيا إليها بشدة لمواجهة الروس، بالإضافة إلى ذخائر مدفعية.

ويفترض أن يتواصل تدفق المساعدات بوتيرة متسارعة، مع مواجهة واشنطن صعوبة في تعويض الأشهر التي مرت بينما كان الكونغرس يحاول التوصل إلى اتفاق بشأن المساعدات لأوكرانيا.

ووصل بلينكن الذي يقوم برابع زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد في شباط (فبراير) 2022، في قطار ليلي آتياً من بولندا.

وتناول بلينكن الغداء مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في مطعم للبيتزا في العاصمة، قبل أن يتنزه لفترة قصيرة في وسط المدينة.

أقل خسائر بشرية ممكنة 

ودفع الهجوم البري الروسي المباغت آلاف السكان في خاركيف إلى النزوح، كما دفع السلطات الأوكرانية إلى حشد مزيد من القوات.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، قال رئيس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفيننكو، إن «أكثر من 30 ألف» جندي روسي يهاجمون منطقة خاركيف، مقدراً في الوقت نفسه أنه حتى الآن ليس هناك «تهديد» على مدينة خاركيف الواقعة على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من منطقة القتال والتي كانت تعد 1،5 مليون نسمة قبل الغزو الروسي.

من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي الجديد، أندريه بيلوسوف، إنه يريد تحقيق النصر في أوكرانيا بـ«أقل» خسائر بشرية ممكنة.

وقال مسؤول المنطقة العسكرية في خاركيف فولوديمير أوسوف، إن القوات الروسية دخلت عبر «قرى واقعة على الحدود وكان من الصعب علينا الدفاع عنها».

وأضاف: «إنهم يتمركزون على أرض مرتفعة ويقصفوننا منها () ويشنون هجمات على مواقعنا».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق