قال الكرملين الأحد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورشح المدني أندريه بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد، لهذا المنصب. وأضاف الكرملين أن بوتين يرغب في أن يصبح شويغو، حليفه القديم، أميناً لمجلس الأمن الروسي، وأن يتولى أيضاً مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية. وتعد التعديلات، التي من المؤكد أن يوافق عليها المشرعون، أهم التغييرات التي أجراها بوتين للقيادة العسكرية منذ دخول قوات روسيا إلى أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الأحد، وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي كان يشغل المنصب منذ العام 2012، وذلك في تغيير كبير للقيادة العسكرية بعد أيام قليلة على تنصيبه لولاية رئاسية خامسة، وبعد أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا.
واقترح بوتين الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليحل محل شويغو، وفقاً لقائمة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.
كذلك أصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف الذي سيتم الإعلان عن مهامه الجديدة «في الأيام المقبلة»، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله: «سيواصل شويغو العمل في هذا القطاع (الدفاع) الذي يعرفه جيداً، يعرفه جيداً من الداخل، جنباً إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق».
بوتين ملزم دستورياً بتعيين مجموعة جديدة من الوزراء في الحكومة – أو إعادة تعيين الوزراء الحاليين – بعد فوزه في انتخابات آذار (مارس) التي غابت عنها المعارضة.
ويجب أن يوافق المشرعون في البرلمان الروسي على ترشيحات الرئيس، وهو ما من المقرر أن يفعلوه الثلاثاء.
ويأتي التعديل الكبير مع تقدم القوات الروسية في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ أشهر.
تولى شويغو (68 عاماً) منصب وزير الدفاع في روسيا منذ عام 2012، وجسد استقرار الحكومات المختلفة في عهد بوتين، تماماً مثل سيرغي لافروف الذي يحتفظ بمنصبه وزيراً للخارجية.
وعلى الرغم من سلسلة الانتكاسات العسكرية التي منيت بها روسيا، بما في ذلك الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف والانسحاب من مناطق شمال شرق خاركيف وجنوب خيرسون، فإن بوتين حافظ على ثقته في شويغو حتى الآن.
وشمل ذلك تمرد قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين العام الماضي، للمطالبة بإقالة شويغو.
وليست لدى بيلوسوف (65 عاماً)، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وقد كان النائب الأول لرئيس الحكومة الأخيرة منذ عام 2020، وأحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين لبوتين في السنوات الأخيرة، حتى إنه شغل لفترة وجيزة منصب وزير التنمية الاقتصادية بين أيار (مايو) 2012 وحزيران (يونيو) 2013.
الحاجة إلى «الابتكار»
برر بيسكوف قرار بوتين بوجود حاجة تنبع بشكل مباشر من الجبهة، بعد أكثر من عامين على المعارك في أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.
وقال: «اليوم، في ساحة المعركة، الشخص الذي يفوز هو الأكثر انفتاحاً على الابتكار».
وأضاف بيسكوف أنه بنظر بوتين «يجب أن تكون وزارة الدفاع منفتحة تماماً على الابتكار، وعلى إدخال كل الأفكار المتقدمة، وتهيئة الظروف للقدرة التنافسية الاقتصادية».
في الأشهر الأخيرة، شجع الرئيس الروسي صناعة الدفاع في البلاد على الابتكار والإنتاج بكميات أكبر لمواصلة الهجوم في أوكرانيا، وهو أمر مكلف من حيث المعدات والرجال.
فإذا كانت أوكرانيا تعتمد على المعدات التي يتبرع بها الأوروبيون والولايات المتحدة، فإن روسيا لا تستطيع أن تعتمد عسكرياً إلا على شركائها الإيرانيين والكوريين الشماليين في المقام الأول، وكذلك على الطلب في الصين، وهو ما يسمح إلى حد كبير بإبقاء الاقتصاد الروسي على قدميه.
وأشار المتحدث باسم الكرملين أيضاً إلى أن فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان، سيحتفظ بمنصبه.
وقال بيسكوف إنه سيتم في الأيام المقبلة الإعلان عن الدور المستقبلي لنيكولاي باتروشيف، الذي شغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي منذ عام 2008، وكان قبل ذلك رئيساً لجهاز الأمن الفدرالي خلال أول ولايتين رئاسيتين لبوتين.
وسيحتفظ رئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين بمنصبه، وكذلك رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف.
ومن المقرر أن يصادق ممثلو مجلس الدوما ومجلس الاتحاد، مجلسي البرلمان الروسي، يومي الاثنين والثلاثاء على هذه التغييرات غير المتوقعة، وهو إجراء شكلي، لأن من يهيمن عليهما هو حزب روسيا المتحدة بزعامة فلاديمير بوتين، في غياب أي معارضة فعلية.
فرانس24/ أ ف ب