تصعيد كبير ينذر بحرب واسعة تطاول العمق اللبناني واسرائيل تهدد بصيف ساخن

ملف النازحين: جدل سياسي عالي السقف وبكركي تدخل على الخط
التصعيد العنيف الذي مارسته اسرائيل على رفح رغم النداءات الدولية المحذرة من خطورة هذا العمل الاجرامي، امتد الى الحدود الجنوبية اللبنانية التي شهدت بعد ظهر امس حرباً حقيقية، اوقعت عدداً من القتلى والجرحى على جانبي الحدود. ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش المعادي وحزب الله. وترافق ذلك مع سلسلة غارات شنها العدو ضد عدد من البلدات الجنوبية مستخدماً القنابل الفوسفورية، وادت الى اشتعال النيران في الاحراج المتاخمة للخط الازرق قرب بلدتي راميا وعيتا الشعب. وقال الجيش الاسرائيلي انه شن هجمات واسعة ضد مراكز لحزب الله في لبنان وبلغ عدد الغارات على جبل بلاط واطراف بلدتي راميا وبيت ليف 18 غارة، وقد وصلت اصداؤها الى مدينة صور. وتابع هجومه في فترة بعد الظهر واستهدف اكثر من 20 هدفاً لحزب الله. وادت غارة على بلدة الخيام مستهدفة منزلاً، الى تدميره بالكامل وسقط فيه عدد من الاصابات وقد عملت فرق الاسعاف على رفع الانقاض. واعلن في وقت لاحق عن سقوط ثلاث ضحايا من جراء هذا القصف.
والتصعيد الاسرائيلي قابله رد عنيف من حزب الله شمل العديد من المراكز العسكرية المعادية موقعاً فيها اصابات وخسائر فادحة وقد استخدم في رده المسيرات الانقضاضية وصواريخ بركان وغيرها. واعلنت وسائل اعلام اسرائيلية ان حادثاً استثنائياً وقع على الحدود وادى الى مقتل جندي احتياط وعدد من الاصابات. وقالت ان حزب الله اطلق اكثر من 50 صاروخاً مضاداً للدروع على شمال اسرائيل. هذا وتفقد وزير الدفاع الاسرائيلي المنطقة الحدودية واعلن ان الصيف سيكون ساخناً مع لبنان.
على صعيد اخر استمرت التعليقات الرافضة للاتفاق الذي وقعه الرئيس ميقاتي مع الاتحاد الاوروبي، الذي قدم للبنان مبلغ مليار يورو على ثلاث سنوات لمنع هجرة النازحين السوريين الى الدول الاوروبية. التعليقات كانت كثيرة بحيث بات الجميع ينتظرون جلسة المجلس النيابي يوم الاربعاء المقبل لكشف تفاصيل ما تم الاتفاق عليه. وقد طالب عدد من النواب الرئيس ميقاتي بنشر تفاصيل الاتفاق قبل الجلسة النيابية ليتسنى لهم الاطلاع عليه ومناقشته. وبدا واضحاً ان هذا الاتفاق يلقى معارضة واسعة لان عواقبه ستكون وخيمة في المستقبل. وبات هذا الموضوع يهدد بانفجار كبير. ودخل البطريرك الماروني بشاره الراعي على خط هذه القضية الخطيرة التي تهدد الوجود. وعلم ان اجتماعاً سيعقد خلال الايام المقبلة في الصرح لمناقشة هذا الموضوع والطلب الى الاتحاد الاوروبي ان يساعد على اخراج النازحين من لبنان واعادتهم الى المناطق الامنة في سوريا.
اما القضية الاخرى التي تشغل اللبنانيين فهي المعروفة بحادثة تيك توك والتي تم الكشف فيها عن عصابة خطيرة كانت تخدر الاطفال وتعتدي عليهم، وتوثق عملها المجرم هذا وتهدد به المعتدى عليهم بالتزام الصمت، والا نشرت الافلام التي تم تصويرها عن الاعتداء. ويجري التحقيق مع الموقوفين بسرية تامة وهناك متهمون في الخارج وقد يستعان بالانتربول لاعتقالهم.
كل هذه التطورات ما كانت لتحصل لو ان المجلس النيابي قام بواجبه الدستوري وانتخب رئيساً للجمهورية يعقبه تشكيل حكومة فاعلة تفرض سلطتها وتضع حداً لهذا الفلتان الذي اسقط صفة الدولة عن لبنان وزرع القلق والخوف في قلوب المواطنين. وجاء التصعيد الكبير في الجنوب ليقضي على امل اللبنانيين بالهدوء وتطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته. والاحتمال بحرب واسعة تطاول العمق اللبناني لم يعد بعيداً وهذا يقضي في حال حصوله على الموسم السياحي الذي يعتمد عليه لبنان وهو الباب الوحيد لدخول العملة الصعبة.