بوتين يحيي «عيد النصر» في ظل تقدّم القوات الروسية في أوكرانيا
قواتنا النووية في حالة تأهب ولن نسمح لاحد بتهديدنا
القى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس خطاباً خلال العرض العسكري السنوي لإحياء «عيد النصر» في موسكو، في مناسبة يأمل بأن تلهب المشاعر الوطنية في وقت تتقدّم قوّاته في أوكرانيا. وقال ان القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب دائمة. سنبذل قصارى جهدنا لتجنب مواجهة عالمية ولكن لن نسمح لاحد بتهديدنا.
يحيي عرض التاسع من أيار (مايو) العسكري ذكرى إلحاق الاتحاد السوفياتي هزيمة بألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية وبات التاريخ من أهم العطل الرسمية في روسيا في عهد بوتين.
كرر الرئيس الروسي مراراً بأن الحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا حالياً هي معركة وجودية في وجه «النازية».
يستغل الرئيس الروسي عادة خطاب التاسع من أيار (مايو) للإشادة بجنوده والمحاربين القدامى في جيشه ولاستعراض المعدات العسكرية الروسية التي يأمل بأن يراها الجميع حول العالم.
يقام العرض في الساحة الحمراء حيث تنشر طوابير من المعدات العسكرية الروسية بما فيها صواريخ متطوّرة وأنظمة دفاع جوي فضلاً عن آلاف العسكريين ببزات مخصصة للمراسم.
تدعو روسيا عادة إلى المناسبة ممثلي الدول التي تعتبرها «صديقة» رغم أن الحضور تراجع حتى قبل أن ترسل قوات إلى أوكرانيا في ظل خلاف مع الغرب.
وسيحضر قادة ثماني دول عرض الخميس، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية هذا الأسبوع نقلاً عن مسؤول في الكرملين.
سيكون من بين هؤلاء قادة خمس دول سوفياتية سابقة هي بيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، إضافة إلى قادة كوبا ولاوس غينيا بيساو.
لكن في خطوة لافتة، سيتغيّب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن المناسبة في ظل خلاف بين البلدين، علما بأنه كان في موسكو مساء الأربعاء لحضور قمة إقليمية.
ونظّم الكرملين قمة لقادة الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، وهو تكتل إقليمي يضم عدداً من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، قبل يوم من العرض.
سيلقي بوتين خطابه هذا العام مدعوماً بالتقدّم الذي حققته قواته في أوكرانيا وولاية جديدة في السلطة مدّتها ست سنوات بعدما فاز في الانتخابات في آذار (مارس) في غياب أي معارضة.
وتصدّى الجيش الروسي لهجوم أوكراني مضاد العام الماضي وحقق مذاك مكاسب على خط الجبهة فيما تعاني كييف من نقص في الذخيرة والقوات.
«النصر»
عززت السلطات الإجراءت الأمنية في العاصمة الروسية قبيل عرض هذا العام الذي يأتي على وقع سلسلة هجمات أوكرانية بالمسيّرات تستهدف الأراضي الروسية.
يعد العرض الذي يبدأ عند الساعة العاشرة صباحا (07،00 ت غ) في موسكو من بين أكبر المناسبات السنوية في العاصمة الروسية.
وتجري بروفات ليلية قبله بأسابيع فيما تغلق أجزاء من وسط موسكو من أجل مرور المركبات العسكرية وتُرفع لافتات ضخمة على طول جدران الكرملين في الساحة الحمراء.
ألغت أجزاء أخرى من روسيا بينها منطقتا كورسك وبسكوف غرباً عروضاً مشابهة اثر مخاوف أمنية.
تأتي الاحتفالات بعد يومين على تعهّد بوتين خلال حفل تنصيب باذخ الثلاثاء تحقيق «النصر» للروس، ليبدأ ولاية رئاسية خامسة قياسية.
قوبل فوز بوتين الساحق بنسبة 87 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية بالانتقادات من معظم المراقبين الدوليين فيما اعتبرت المعارضة ومجموعات حقوقية النتائج مزوّرة.
كثّف بوتين أيضاً تهديداته النووية مصدراً أوامر في وقت سابق هذا الأسبوع للجيش الروسي لإقامة تدريبات على الأسلحة النووية تشارك فيها قوات سلاح البحرية والجنود المتمركزين قرب أوكرانيا.
والعام الماضي، تخلت روسيا عن مصادقتها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وانسحبت من اتفاق رئيسي مع الولايات المتحدة يهدف لمنع انتشار الأسلحة.
ا ف ب