حرب اسرائيلية مدمرة على لبنان وفلتان امني داخلي مقلق وفراغ سياسي
العصابة السورية قتلت باسكال سليمان ونقلت جثته الى سوريا والتحقيقات جارية
المشهد العسكري والامني والمعيشي والسياسي شديد السواد، فمتى الخروج من هذا الجحيم؟ من الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة على الحدود الجنوبية، الى اغتيال منسق القوات في منطقة جبيل باسكال سليمان، الى الازمات المعيشية والافق السياسي المسدود، يتخبط لبنان دون ان يهتدي الى طريق للخلاص. ونبدأ بالحرب الدائرة في المنطقة وصولاً الى الجنوب.
تناقضت المعلومات الواردة حول المفاوضات التي جرت في القاهرة، من اجل اطلاق الرهائن ووقف اطلاق النار في غزة. ففيما ذكرت محطة اخبارية مصرية ان المحادثات حققت نتائج ايجابية، قالت حماس ان الاتفاق لا يزال بعيداً. وذكرت مصادر اسرائيلية ان الفجوة بين مطالب حماس واسرائيل لا تزال كبيرة: الا ان المعلومات اشارت الى ان المحادثات ستستمر في اليومين المقبلين.
في هذا الوقت استمرت الغارات المعادية على غزة وهدد احد الوزراء الاسرائيليين رئيس الحكومة نتانياهو بانه اذا لم يشن هجوماً على رفح، فانه لن يبقى رئيساً للوزراء. والتهديدات على نتانياهو متعددة، ان من الداخل حيث تنظم تظاهرات صاخبة تطالبه بالاستقالة واجراء انتخابات مبكرة، وان من الخارج وبالتحديد من الولايات المتحدة التي تطالبه بوقف الحرب.
اما الجبهة اللبنانية فلا تزال على حالها من السخونة. وتشهد المنطقة الجنوبية غارات جوية مكثفة تشمل مختلف القرى وتوقع الضحايا وتدمر المنازل والمزروعات، وحتى التراب الذي لم يعد صالحاً للزراعة بفعل القنابل الفوسفورية.
وكأن لبنان لا يكفيه الاعتداء الاسرائيلي على الجنوب، فقد توتر الوضع الامني جراء اختطاف منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان. فنزل المناصرون الى الشارع وقطعوا الاوتوستراد ذهاباً واياباً في جبيل، مطالبين الدولة بكشف منفذي عملية الخطف. وتحرك الجيش اللبناني بسرعة، وبالتحديد مخابرات الجيش التي اجرت مسحاً على كاميرات المراقبة، واستطاعت ان تكشف بعض الخيوط المتعلقة بالجريمة، فاوقفت عدداً من السوريين الذين شاركوا في العملية وتابعت عملها للاهتداء الى المكان المتواجد فيه المخطوف. وبعد الظهر اعلن الجيش انه نتيجة للتحقيقات اوقف ثلاثة سوريين اخرين مشاركين في عملية الخطف. وقد اتخذ الجيش تدابير مشددة على الحدود الشمالية والبقاعية وفرضت رقابة صارمة. وهو يواصل عمله حتى تحرير باسكال واعادته الى عائلته. وكانت قد ترددت انباء مختلفة، الا انها لم تستند الى اي اثبات، وبقيت الانظار متجهة الى الجيش المصدر الحقيقي للمعلومات الصحيحة المتعلقة بهذا الحادث. وبالفعل اصدرت مخابرات الجيش مساء بياناً اعلنت فيه مقتل باسكال سليمان على يد خاطفيه. وقد تبين ذلك من خلال التحقيقات التي اجرتها مع افراد العصابة السوريين الذين كانوا يحاولون سرقة سيارته، وانهم نقلوا الجثة الى سوريا. وتجري الاتصالات مع المسؤولين السوريين لتسليم الجثة.
هذه المعلومات اتبعها مكتب الرئيس ميقاتي ببيان قال فيه ان الرئيس ميقاتي تبلغ من الاجهزة الامنية نبأ مقتل باسكال سليمان على ايدي العصابة الخاطفة، التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها. وختم البيان: في هذه الظروف العصيبة ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات. واصدرت القوات بياناً قالت فيه ان الجريمة سياسية بامتياز حتى يثبت العكس.
هذا وتتواصل التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش باشراف المدعي العام التمييزي لكشف جميع ملابسات الجريمة النكراء ومن يقف وراءها.
على الصعيد السياسي يتوقع ان تستأنف اللجنة الخماسية تحركها بعد انتهاء فترة الاعياد، في محاولة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور استمر حوالي السنة ونصف السنة. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد استقبل امس منسقة الامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وجرى البحث في الوضع المقلق على الحدود الجنوبية اللبنانية وطلبت تكثيف الجهود للفصل بين انتخاب رئيس للجمهورية والحرب الدائرة في غزة، محذرة من حرب واسعة تشكل في حال تمددها خسارة فادحة على الجميع. كما استقبل الرئيس بري الرئيس القبرصي وجرى بحث في العلاقات بين البلدين وقضية النزوح السوري الذي يشكل عبئاً على لبنان وبدأ يقلق قبرص بسبب تحول بعض النازحين الى الجزيرة، ووصولهم اليها عبر قوارب صغيرة، وقد ساعد الطقس على اتمام هذه الرحلات. ونفى بري بعد اللقاء ان يكون الرئيس القبرصي عاتباً على لبنان، بل ان هناك تنسبقاً وتعاوناً بين الجانبين. وهذا ما ظهر ايضاً من خلال الاجتماع الذي عقد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي وتناولت المحادثات قضية النزوح السوري والدور الذي يمكن ان تلعبه قبرص مع الاتحاد الاوروبي لاعادة النازحين الى سوريا وتقديم المساعدات لهم في بلدهم.
واخيراً تحتفل الطوائف الاسلامية غداً بعيد الفطر السعيد اعاده الله على اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالامن والسلام وراحة البال.