اسرائيل ترد على مجلس الامن بتصعيد كبير وتعتبر العمق اللبناني في حالة حرب

بدل ان تلتزم اسرائيل بقرار وقف اطلاق النار اشعلت الجبهات من غزة الى الجنوب اللبناني. ففي القطاع شنت غارات مكثفة وعنيفة على خان يونس وغيرها من المناطق، واستهدفت منزلاً في محيط مستشفى الشفاء سقط فيه ثلاثون ضحية. وغاب اي حديث عن الالتزام بالقرار الاممي، واستمر نتانياهو في تحديه العالم وبصورة خاصة الولايات المتحدة، التي اعلنت ان على اسرائيل مراعاة سلامة المدنيين الفلسطينيين قبل اي هجوم على رفح.
ولم يكن الوضع افضل على الحدود الشمالية، اذ صعدت اسرائيل من عدوانها على القرى والبلدات الجنوبية اللبنانية مع توسيع رقعة القصف ليشمل البقاع ايضاً، اذ شنت غارات على منطقة الهرمل زاعمة ان المكان المستهدف يستخدم من قبل حزب الله. وكانت قد استهلت عدوانها بمجزرة ارتكبتها في الهبارية بغارة على مركز طبي اسلامي سقط بنتيجتها سبعة مسعفين كانوا داخل المركز الطبي. ثم تعددت غاراتها فشملت العديسة وطيرحرفا حيث استهدفت احد المنازل بصاروخين. وقد هرعت سيارات الاسعاف الى المكان وسقط خمسة ضحايا. وكذلك شنت غارة على مقهى في الناقورة حيث سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. والقت قذيفتين مدفعيتين فسقطتا بين بلدتي الطيبة وعديسة. كما قصفت اطراف ميس الجبل العربية لجهة وادي السلوقي. وقد رد حزب الله باطلاق الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة فسقط قتيل وعدد من الجرحى. وادى القصف الى اشعال حريق في احد المصانع. كما استهدف عدداً من مراكز العدو.
وعلى الرغم من هذا التفلت الامني الواسع، لا يزال احتمال الحرب الواسعة والشاملة مستبعداً. واعلن ناطق اسرائيلي ان العمق اللبناني اصبح في حالة حرب، وان حزب الله يغامر. واضاف ان اسرائيل لا تريد الحرب مع لبنان واذا تم التوصل الى اتفاق حول اطلاق الرهائن فسينعكس ذلك هدوءاً على الجبهة الشمالية. وتبدأ المفاوضات للتوصل الى حل. وفي هذا المجال افادت المعلومات ان الاتصالات التي يجريها مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة اموس هوكستين تسير في الطريق الصحيح، ويؤمل ان تتوصل الى حل عبر تنفيذ القرار 1701 كاملاً. ان كل التطورات الايجابية المحتملة لا يمكن ان تبصر النور الا اذا نجحت المفاوضات في التوصل الى هدنة، يتم خلالها اطلاق الرهائن. فالولايات المتحدة اعلنت انها لا تريد الحرب في لبنان وهي ستعمل على دعم السلطة اللبنانية وتقوية الجيش ليتمكن من القيام بدوره على الحدود.
على الصعيد السياسي وصلت الى بيروت مساء امس رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني وكان في استقبالها في المطار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وقد اصطحبها الى السرايا الحكومية وعقد معها محادثات تناولت الاوضاع العامة، وخصوصاً الوضع في جنوب لبنان. وستقوم ميلوني خلال وجودها في لبنان بتفقد الكتيبة الايطالية العاملة في عداد قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
وعلى صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، زارت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا مقر تكتل «الاعتدال الوطني» في الصيفي والتقت باعضائه النواب محمد سليمان، سجيع عطيه واحمد الخير وجرى خلال اللقاء شرح المبادرة الرئاسية التي يقوم بها تكتل الاعتدال لانتخاب رئيس للجمهورية، وجديدها في ضوء اللقاءات مع الكتل والقوى النيابية. كما تم البحث في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتداعيات الحرب الاسرائيلية المستمرة منذ اشهر على غزة وجنوب لبنان. واثنت فرونتسكا على اهمية مبادرة التكتل وما حققته من ايجابيات على صعيد تحريك الملف الرئاسي، مؤكدة دعم الامم المتحدة للمبادرة ولكل الجهود الهادفة الى انهاء الفراغ الرئاسي.
واليوم كل النشاط المتعلق بملف الرئاسة مجمد الى ما بعد عطلة الاعياد، حيث من المتوقع ان تستأنف اللجنة الخماسية تحركها في هذا المجال.