اسرائيل تتجاهل قرار مجلس الامن فتكثف الغارات على غزة وعلى جنوب لبنان وصولاً الى الهرمل وبعلبك
مر يوم امس وحتى اليوم لم تلتزم اسرائيل بقرار مجلس الامن القاضي بوقف النار فوراً واطلاق جميع الرهائن. واستمر الجيش الاسرائيلي في شن الغارات على قطاع غزة متنقلاً من الشمال الى الجنوب ومن خان يونس الى رفح، متحدياً العالم كله، وبنوع خاص الولايات المتحدة التي تعارض على حد قولها اقتحام رفح. وقصف الجيش منزلاً في محيط مستشفى الشفاء سقط فيه ثلاثون قتيلاً. فهل ان الخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل جدي وما هي تداعياته؟ وهل تواصل واشنطن شحن الاسلحة الى الدولة العبرية؟
وليس مستغرباً الا تلتزم اسرائيل بقرار مجلس الامن. فهي لم تحترم يوماً كل القرارات الصادرة عن هذا المجلس، متجاهلة عشرات القرارات التي صدرت بحقها. هذا فضلاً عن ان رئيس حكومة العدو لا يهمه اليوم سوى الدفاع عن مصالحه الخاصة وفي طليعتها بقاؤه في السلطة.
وبما ان حزب الله ربط الجنوب اللبناني بحرب غزة، استمر القصف المتبادل بين الحزب واسرائيل، التي شنت غارات جوية مترافقة مع قصف مدفعي اصاب بعض المواطنين. وتوسع حتى شمل الهرمل وبعلبك في تجاوز للحدود التي درجت عليها. واطلق العدو رشقات نارية على المزارعين في خراج بلدة الماري في قضاء حاصبيا، مما ادى الى وقوع اضرار كبيرة في قفران النحل وخزانات المياه الموجودة في محلة حرج الطبل ومزرعة المجيدية. كما قامت الطائرات الحربية المعادية بتحليق مكثف فوق كسروان والمتن على علو متوسط. وبالطبع رد حزب الله على هذه الاعتداءات باطلاق عدد من الصواريخ على التجمعات العسكرية المعادية. هذا واستقبل قائد الجيش العماد جوزف عون المنسقة الخاصة للامم المتحدة يوانا فرونتسكا وتناول البحث الاوضاع العامة والتطورات على الحدود الجنوبية.
على الصعيد الداخلي يهتم المسؤولون بالحفاظ علي الامن والاستقرار، خصوصاً في فترة الاعياد الحالية. ولهذه الغاية قامت قوى الامن بحملة امنية خلال شهر رمضان في عاصمة الشمال طرابلس اسفرت عن توقيف 24 شخصاً بجرائم متنوعة مثل اطلاق النار ومحاولة قتل وتعاطي مخدرات ونشل وسرقة وحيازة اسلحة حربية دون ترخيص، كما ضبطت كمية من المسروقات واسلحة حربية ودراجات الية وكمية من المخدرات.
كذلك ترأس وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي اجتماعاً لمجلس الامن الداخلي المركزي، بحضور النائب العام لدى محكمة التمييز بالتزكية القاضي جمال حجار ممثلاً بالمحامي العام التمييزي القاضي وائل الحسن، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للامن العام بالنيابة اللواء الياس البيسري، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، محافظ مدينة بيروت مروان عبود، مدير المخابرات في الجيش العميد روبير منصور وغيرهم. اثر الاجتماع لفت الوزير مولوي الى ان الموضوع الاساسي تركز على التدابير المتخذة لمناسبة الاعياد. وطمأن اللواء عثمان بان التدابير المتخذة هي لحماية دور العبادة والاماكن التي تتواجد فيها الناس بكثرة في الاعياد، كما تم وضع خطة انتشار العناصر والقوى السيارة، بحيث يصل عدد عناصر القوى الاقليمية الى 800 عنصر، وقوى سيارة الى 200 عنصر، اضافة الى عشرات الدوريات لتأمين امن المواطنين. وقال الوزير مولوي ليس لدينا حتى الساعة اي معلومات عن اي حدث قد يحصل. وهنأ جهاز امن المطار على عمليات ضبط المخدرات.
كذلك استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من تكتل الاعتدال الوطني. وقال النائب محمد سلمان ان الوفد شدد على ضرورة متابعة موضوع الامن مع كل الاجهزة الامنية لانه اصبح يشكل عبئاً يومياً على حياة الناس. فالامن هو الاساس ومن دونه لا حياة ولا اقتصاد. كذلك ناقش الوفد موضوع اخراج القيد الذي يشكل عبئاً على المواطن بعد الرسوم التي اضيفت في الموازنة.
اما السياسة فغائبة تماماً او مغيبة مع المجلس النيابي. والحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية مؤجل الى ما بعد الاعياد وربما الى ابعد من ذلك اذ اصبح واضحاً ان البعض لا يريدون ان يكون في لبنان رئيس للجمهورية. والا لماذا يسيطر الشغور على قصر بعبدا منذ سنة ونصف السنة؟