مفاوضات الهدنة بدأت في الدوحة والخماسية تعد بخريطة طريق لانتخاب رئيس

التطور الابرز الذي طرأ امس، كان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد قطيعة استمرت اكثر من شهر، وتناول البحِث التهديد الذي يردده نتانياهو باجتياح رفح وضرورة زيادة المساعدات لغزة، التي يعاني سكانها اليوم كارثة الجوع بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي. اما الحدث الثاني فكان الهجوم الذي شنته اسرائيل على مستشفى الشفاء حيث دارت اشتباكات اوقعت عدداً من الضحايا والجرحى ومن بينهم مدير مركز العمليات في الشرطة.
في هذا الوقت بدأت المفاوضات في قطر حول التوصل الى هدنة يتم خلالها اطلاق الرهائن. وكان رئيس الموساد الاسرائيلي قد وصل الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات التي تشارك فيها حماس ايضاً، وحمل معه اقتراحاً ينص على هدنة من ستة اسابيع يتم خلالها اطلاق 40 رهينة اسرائيلية. وهكذا تسير المفاوضات جنباً الى جنب مع التصعيد الذي يقوده الجيش الاسرائيلي في غزة، وفي الجنوب اللبناني.
ومع استمرار القتال في غزة تتواصل الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية، دون اي تبدل في الصورة التي تتكرر يومياً. غارات جوية تستهدف عدداً من المنازل لتزيد الخراب والدمار في الجنوب اللبناني ويرد عليها حزب الله بالصواريخ والاسلحة الاخرى مستهدفاً تجمعات عسكرية للعدو، ويوقع فيها اصابات كما يعلن. مع العلم ان الهدوء لن يعود الى الجنوب اللبناني الا بعد توقف الحرب في غزة، الا اذا اصرت اسرائيل على مواصلة الهجوم على مراكز لحزب الله وتلاحق عناصره وعناصر حماس بالمسيرات. من هنا يمكن القول ان هناك شكاً في ان تهدأ الجبهة في حال التوصل الى هدنة في غزة.
هذا على صعيد الحرب والمعارك، واما على صعيد المشكلة الاساسية التي يعاني منها لبنان منذ سنة ونصف السنة هو الشغور القاتل في رئاسة الجمهورية. وحول هذا الموضوع استأنفت اللجنة الخماسية تحركها. وقام سفراؤها بجولة جديدة على القيادات والكتل النيابية. بدأوها بعين التينة حيث التقوا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واطلعوه على نتائج اتصالاتهم. والسفراء هم: ليزا جونسون (الولايات المتحدة) هيرفيه ماغرو (فرنسا) وليد بخاري (السعودية) علاء موسى (مصر) وسعود بن عبد الرحمن آل ثاني (قطر). وجرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما استحقاق انتخابات رئيس للجمهورية.
بعد الاجتماع قال الرئيس بري ان اللقاء كان جيداً وسيتكرر والتوافق قائم على ضرورة انجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الاستحقاق.
من جهته قال السفير المصري ان هذا اللقاء يأتي في اطار تحرك اللجنة، من اجل بذل الجهود لاحداث خرق في الملف الرئاسي، وصولاً الى انتخاب الرئيس في اقرب وقت. وقال ان الرئيس بري ملتزم في بذل كل المساعي من اجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية. واضاف: تحدثنا بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء، وعلى فترات. وسنسعى الى التزام الكتل بتسهيل الانتخاب للدخول في مسار يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن. وتحدث السفير المصري عن مرونة لمستها اللجنة في المدة الاخيرة وهذا ما شجعها على استئناف تحركها. وقال ان تحرك كتلة «الاعتدال» مهم وكذلك حراك الاخرين.
بعد عين التينة انتقل الوفد الدبلوماسي الى بكركي حيث استقبلهم البطريرك بشاره الراعي وجرى عرض للاوضاع الراهنة لا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية. وابلغ البطريرك الراعي السفراء انه يرفض خلق اعراف جديدة تسبق الاستحقاقات الدستورية. بكل بساطة يجب ان يكون التحرك مستنداً الى احكام الدستور، والعمل بموجبه. وقال انه مستعد للتدخل وتليين بعض المواقف المسيحية اذا اقتضى الامر. وقال ان السبيل للخروج من هذه الازمة هو بدعوة المجلس النيابي الى جلسة مفتوحة في دورات متتالية حتى يتم انتخاب رئيس.
بعد اللقاء الذي استمر ساعة كاملة اكد السفير المصري ان لقاء سفراء الخماسية مع البطريرك الراعي بالغ الاهمية. وكان الهدف من اللقاء اعلامه واستشارته في الخطوات التي ستبدأ في اتخاذها، مشيراً الى ان هذه الخطوات مبنية على مراحل عدة، والخطوة الاولى هي في الحديث مع الكتل كافة من اجل انتخاب رئيس، وفق خريطة طريق سنقدمها. وقال ان اللجنة ترفض البحث في الاسماء فاللبنانيون هم الذين يختارون الرئيس. وستواصل اللجنة جولتها اليوم ومن المتوقع ان تزور عون وجعجع وجنبلاط.