اسبوع دبلوماسي ناشط حول الهدنة في غزة وانهاء الشغور الرئاسي في لبنان

اجتماع في الدوحة يحضره رئيس الموساد وجولة جديدة لسفراء الخماسية على الفاعليات اللبنانية
تحافظ سخونة الاشتباكات والحرب والقصف على وتيرتها التصاعدية من غزة الى الجنوب اللبناني، يقابلها تحرك دبلوماسي ناشط هدفه التهدئة والتوصل الى اتفاق حول هدنة طويلة تمهد لوقف اطلاق النار. ففي غزة الغارات الجوية متواصلة وتسقط المزيد من الضحايا، ووصلت الى حوالي اثنين وثلاثين الفاً، والعالم يتفّرج واصحاب القرار لا يقفون موقفاً حازماً من هذا الاجرام الاسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود. ومن المقرر ان يجتمع اليوم في الدوحة رئيس الموساد الاسرائيلي ورئيس وزراء قطر وممثلون عن المخابرات المصرية لدراسة المقترحات التي قدمتها حماس، للاتفاق على الهدنة واطلاق الرهائن.
في الجنوب اللبناني لم تتبّدل الصورة. قصف متبادل وغارات جوية تعنّف حيناً وتخف احياناً تشارك فيها الطائرات الحربية والمسيرات الاسرائيلية، وتستهدف المنازل في معظم القرى والبلدات، وتدمر وتقتل وتتوسع دون اي احترام لما يسمونها قواعد الاشتباك. ولهذه الغاية يعقد الثلاثاء اجتماع في مجلس الامن الدولي للبحث في حرب غزة وتنفيذ القرار 1701، الذي يطالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بتطبيقه فوراً على الحدود الجنوبية اللبنانية، ودعا اسرائيل الى احترامه وعدم انتهاك الاجواء اللبنانية بطائراتها ومسيراتها. كما دعا لبنان لوقف اي نشاط ضد اسرائيل، التي تزعم انها لا تريد توسيع الحرب مع لبنان، وانها مستعدة للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة في الناقورة للبحث في تهدئة الجبهة. فهل تتوصل الديبلوماسية الى وقف آلة الحرب؟
على الصعيد السياسي تستأنف اللجنة الخماسية نشاطها لحث اللبنانيين على التوافق وانتخاب رئيس للجمهورية ولهذه الغاية يزور سفراء الخماسية اليوم عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري ثم يزور الرئيس السابق ميشال عون ثم بكركي للقاء البطريرك بشارة الراعي واطلاعه على ما يقومون به من اجل انهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. بعدها يزورون معراب للقاء الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، ثم يزورون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط للغاية عينها. ويبدو واضحاً ان الخماسية مصرة على تحقيق ايجابيات على صعيد الرئاسة، وهناك انباء تفيد، انه بعد ان ينهي السفراء جولاتهم على السياسيين اللبنانيين، يعقد وزراء خارجية الدول الخمس اجتماعاً، لحمل المعنيين اللبنانيين على انتخاب رئيس. ومعلوم ان اللجنة الخماسية ايدت مبادرة كتلة الاعتدال التي لقيت التأييد في البداية، ثم تراجع بعدما اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه هو الذي سيترأس الحوار. وكانت كتل المعارضة قد رفضت هذا الطرح عندما دعا اليه بري.
ويقول احد النواب في حديث اذاعي انه التقى بري ومسؤولين في حارة حريك ولمس عندهم ليونة، بالنسبة الى الاتفاقات على مرشح يرضى عنه الجميع، شرط ان يكون على علاقة جيدة معهم في هذا الظرف. وهذا يتطلب ليونة مسيحية كما قال النائب. فهل تبدلت الظروف واصبح انتخاب رئيس للجمهورية ممكناً؟ ان الاجواء تؤشر الى حلول قد تكون اصبحت معقولة وقريبة، خصوصاً وان البلاد مقبلة على تطورات كثيرة وتتطلب وجود رئيس للجمهورية يواكب هذه التطورات ويوقع على ما يتم الاتفاق اليه، لاسيما بالنسبة الى تثبيت الحدود المرسومة منذ العام 1923 والتي كرستها اتفاقية الهدنة العام 1929. فضلاً عن ان وجود رئيس في قصر بعبدا، يطلق مسيرة اعادة بناء الدولة، فتتشكل حكومة كاملة وقادرة على اتخاذ القرارات. فالمجلس النياببي الذي يقترب بعد فترة من منتصف ولايته، عاجز، ولم يتمكن من انتخاب رئيس وهذا من اهم مهماته، فضلاً عن انه لا يستطيع التشريع لانه وفق الدستور هيئة ناخبة. والتفسيرات التي يقدمها البعض خاطئة وقابلة للطعن لو كنا في بلد يتبع ويحترم القوانين والدستور هو رأسها.