سياسة لبنانيةلبنانيات

هوكستين قدم حلاً اساسه القرار 1701 فهل يتلقف لبنان الاقتراح ويخرج من الحرب؟؟

واصلت اسرائيل اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية فشنت المزيد من الغارات الجوية مستهدفة المنازل وتحقيق المزيد من الاغتيالات، مطلقة التهديدات. ترافق ذلك مع وصول كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكستين الى بيروت، في محاولة لتهدئة الوضع على الجنوب اللبناني. وفور وصوله توجه الى عين التينة، مقر الرئاسة الثانية، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون، حيث تم عرض للاوضاع العامة في لبنان وخصوصاً الوضع المقلق على الحدود الجنوبية وفي المنطقة، واخر المستجدات السياسية والميدانية.
بعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة ادلى هوكستين بتصريح جاء فيه: انهيت لقائي مع الرئيس بري، وسوف استكمل لقاءاتي مع عدد من المسؤولين الرسميين، وانا هنا من اجل الحث على الوصول الى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان واسرائيل. ان الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من اجل الوصول الى حل طويل الامد، من خلال مسار سياسي وهذا ما يمكن ان يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم، والامر نفسه على الجانب الاخر من الحدود.
واضاف: ان التصعيد لا يساعد في حل هذه الازمة، وحتماً ان التصعيد لا يساعد في اعادة البناء والتقدم، في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه. ان وقفاً مؤقتاً لاطلاق النار هو غير كاف، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها، وان الوضع الامني على طول الخط الازرق يجب ان يضمن امن كل طرف. ان الولايات المتحدة تؤمن بان الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول الى الاستقرار الطويل الامد، ومن حق الجميع العيش بامان واستقرار. وختم ان ما نقوم به ليس جهداً اميركياً منفرداً. اننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الاستقرار والازدهار للبنان وشعبه ومؤسساته واقتصاده.
وكان لهوكستين لقاءات عدة بينها لقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم مع الوزير السابق وليد جنبلاط بحضور السفيرة الاميركية والنواب تيمور جنبلاط ومروان حماده ووائل ابو فاعور، وتم البحث في اخر المستجدات ومساعي التهدئة في جنوب لبنان. بعدها انتقل هوكستين الى اليرزة والتقى قائد الجيش العماد جوزف عون، وتناول البحث الوضع على الحدود الجنوبية. كذلك اجتمع هوكستين بوزير الطاقة في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري بناء على موعد حددته السفارة الاميركية مسبقاً، تلبية لطلب المستشار الاميركي الاول، ولان فياض يغادر الى باريس في زيارة عمل. وكانت جولة افق استمرت حوالي 45 دقيقة، تناول فيها الطرفان اخر المستجدات على الساحة المحلية. كما تم البحث في مواضيع تتعلق بامكانية استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا، والدور المساعد الذي يمكن ان يلعبه المبعوث الاميركي في هذا الاطار. ولفت الى ضرورة استتباب الامن ووقف الحرب، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من استقرار على الصعد كافة، وانعكاس ايجابي في مواضيع عدة كزيادة التغذية الكهربائية والالتزام الاكبر بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.
وفي مجلس النواب عقد هوكستين اجتماعاً مع النواب جورج عدوان، جورج عقيص، سامي الجميل، الياس حنكش وميشال معوض بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون وتناولت المحادثات الوضع في الجنوب وضرورة وقف الاشتباكات وانسحاب مسلحي حزب الله ونشر الجيش بكثافة على طول الخط الازرق. كما تناول البحث ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرار 1701 بجميع متدرجاته.
وعلم ان هوكستين ابلغ الذين التقاهم وخصوصاً الرئيس بري ان الهدنة في غزة ليس بالضرورة ان تنعكس على الحدود الجنوبية ومن هنا ضرورة البحث عن حل طويل الامد، يعيد الى لبنان الازدهار.
تبقى معرفة موقف حزب الله من طروحات هوكستين، وخصوصاً الانسحاب من الخط الازرق. فهل هو مستعد لذلك؟ مع العلم انه سبق له ورفض المبادرة الفرنسية. على كل حال يبدو ان الموفد الاميركي جدي في تحركه ويبقى الامل في ان ينجح بمهمته ويعيد الهدوء الى هذا البلد الذي عانى كثيراً ولا يزال.
باختصار لقد جاء هوكستين حاملاً طرحاً للحل المتكامل الذي يقوم على اساس القرار 1701. وسيتولى الرئيس بري نقل هذا الطرح الى حزب الله. فان سارت الامور بصورة ايجابية، يعود الى بيروت للاشراف على الحل والا فان المستقبل سيكون شديد السواد. هذا دون ان نهمل المطالبة الملحة بانتخاب رئيس للجمهورية لانه جزء من الحل وكل الوسطاء الذين يزورون البلد يقولون ان الحل عند الرئيس بري. فهل يتلقف الامر ويساهم في انقاذ هذا البلد، خصوصاً وان الاستقرار بات ضرورياً بعد هذا الدمار الكبير الذي لحق بالجنوب من جراء هذه الحرب. واصبح من الواجب البحث عن اعادة اعمار ما تهدم وان كان هذا صعباً في ظل هذه الازمات المتلاحقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق