الولايات المتحدة تعين مبعوثاً خاصاً للسودان قبيل أسابيع من إكمال الحرب عامها الأول
مع اقتراب الحرب في السودان مع إكمال عامها الأول، كشفت الإدارة الأميركية الإثنين عن تعيين مبعوث خاص إلى هذا البلد الغارق في الفوضى والمعاناة الإنسانية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن عضو الكونغرس السابق توم بيرييلو سيتولى هذه المهمة. ودمرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أجزاء من البلاد وأودت بحياة عشرات الآلاف. كما تسببت في أزمة جوع وظروف قاسية للمدنيين، وسط تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان بينها القتل والاغتصاب.
أعلن وزير الخارجية الأميركي الإثنين أن بلاده عينت مبعوثاً خاصاً للسودان لقيادة الجهود الأميركية الرامية إلى إنهاء حرب طاحنة اندلعت منتصف نيسان (أبريل) الماضي. وذكر بلينكن في بيان أن توم بيرييلو، الذي سبق أن كان مبعوثاً أميركياً خاصاً لمنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، «سيقوم بتنسيق سياسة الولايات المتحدة بشأن السودان وتعزيز جهودنا لإنهاء المعارك وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق ودعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق تطلعاته من أجل الحرية والسلام والعدالة».
وقال المبعوث المعين بيرييلو في بيان إنه سيبني على جهود الشركاء في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط لوضع حد للحرب والأزمة الإنسانية والأعمال الوحشية.
وأضاف: «يعكس هذا التعيين مدى الإلحاح والأهمية التي أولاها الرئيس (الأميركي جو) بايدن والوزير بلينكن لإنهاء هذه الحرب ووضع حد للكثير من الأعمال الوحشية بحق المدنيين والحيلولة دون تحول الوضع الإنساني المروع بالفعل إلى مجاعة كارثية».
ودمر القتال أنحاء من السودان منها العاصمة الخرطوم، وأودى وفق تقديرات الأمم المتحدة بحياة أكثر من 13 ألفاً، بينما فر 1،6 مليون شخص، وأثار تحذيرات من حدوث مجاعة كما أوجد أزمة نزوح في الداخل.
ويأتي تعيين مبعوث أميركي خاص للسودان، بعد أيام قليلة من تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن بلاده قلقة للغاية من «القرار الأخير للجيش حظر المساعدة الإنسانية عبر الحدود من تشاد والتقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة السودانية تعيق وصول المساعدة إلى المجتمعات في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع».
اتهامات أميركية
وتتهم الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بالمشاركة في حملة تطهير عرقي في غرب دارفور وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما تتهم واشنطن الجيش بارتكاب جرائم حرب بعد تنفيذه حملة ضربات جوية واسعة النطاق.
وقادت الولايات المتحدة والسعودية سلسلة من المحادثات بين الجانبين لكنها لم تفض إلى نتيجة.
وضغط المشرعون الأميركيون لأشهر عدة من أجل تعيين مبعوث خاص لإعطاء الأولوية للسودان. كما أن تعيين بيرييلو سيعمل أيضاً على ملء الفراغ بعد انتهاء فترة عمل السفير الأميركي في الخرطوم، جون غودفري.
وكان غودفري أول سفير للولايات المتحدة في الخرطوم منذ ربع قرن، وهو ما مثل بارقة أمل بعد اطاحة الرئيس السابق عمر البشير.
وأجلى الجيش الأميركي موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم في نيسان (أبريل) من العام الماضي، وأوقف العمليات في سفارة واشنطن هناك بعد اندلاع القتال بين القادة السودانيين المتنافسين.
واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو، بسبب خلافات على صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع بموجب خطة مدعومة دولياً للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء الانتخابات.
وتقاسم الطرفان السلطة مع المدنيين بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019، قبل القيام بانقلاب بعد ذلك بعامين.
فرانس24/أ ف ب/ رويترز