تحتضن العاصمة الفرنسية باريس الإثنين اجتماعاً لنحو عشرين دولة أغلبها من أوروبا مخصصاً لدعم أوكرانيا. ويعقد هذا الاجتماع بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في الـ 24 شباط (فبراير) 2022. وقال قصر الإليزيه إن الهدف يكمن في «إعادة التعبئة ودراسة سبل دعم أوكرانيا كافة بشكل فعال». وتتزايد الشكاوى الأوكرانية من عدم الحصول على ما يكفي من الدعم الغربي لمواجهة روسيا، لا سيما بعد سيطرة القوات الروسية على مدينة أفدييفكا على الجبهة الشرقية الأوكرانية.
بعد يوم واحد من الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، تبحث حوالي عشرين دولها معظمها من أوروبا سبل تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا. وتعقد هذه الدول اجتماعاً في باريس في وقت «صعب جداً» على الجيش الأوكراني الذي خسر مؤخراً مدينة أفدييفكا في الشرق الأوكراني لصالح القوات الروسية. وعشية الاجتماع أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقتل 31 ألف جندي من قوات بلاده في الحرب مع روسيا التي دخلت الأحد عامها الثالث.
ويريد المجتمعون التأكيد مجدداً على وحدتهم ودعمهم لأوكرانيا التي تواجه وضعاً متأزماً، في ظل تحول الاهتمام إلى الشرق الأوسط واستمرار تأخر المساعدات الأميركية بسبب خلافات حزبية في الكونغرس.
وسيحضر معظم الزعماء الأوروبيين بينهم المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا بالإضافة إلى رؤساء وزراء 15 دولة في الاتحاد الأوروبي، هذا الاجتماع في قصر الإليزيه الذي سيفتتح بمداخلة عبر الفيديو للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولن يحضر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بسبب تصويت البرلمان المجري على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي. وسيكون رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو في باريس. وهاتان الدولتان الأكثر تحفظاً داخل الاتحاد الأوروبي إزاء دعم أوكرانيا.
ويشارك في الاجتماع ممثلان عن الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون.
«لم نتعب»
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن «الأمر يتعلق بدحض الانطباع بأن الأمور تنهار، والتأكيد من جديد على أننا لم نتعب وأننا مصممون على وقف العدوان الروسي. نريد أن نبعث رسالة واضحة إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأنه لن ينتصر على أوكرانيا».
وبينما من غير المرتقب الإعلان عن مساعدات جديدة، سيدرس المشاركون سبل «القيام بعمل أفضل وأكثر حسماً». وأكدت كييف الأحد أن نصف الأسلحة الغربية الموعودة يتم تسليمها بشكل متأخر.
وقالت الرئاسة الفرنسية «الجميع يبذلون كل ما في وسعهم لتسليم الأسلحة. يجب أن نكون جميعاً قادرين على القيام بعمل أفضل معاً، كل وفق قدراته».
ووقعت دول أوروبية عدة بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، اتفاقات أمنية ثنائية مع كييف في الأسابيع الأخيرة، لكن الاتحاد الأوروبي يجد صعوبة في الإيفاء بالتزاماته، خصوصاً في ما يتعلق بتسليم القذائف.
من جهة أخرى، فإن المساعدات الأميركية التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة الى كييف، معلقة حالياً من جانب أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الجمهوريين الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب.
وجاء في بيان الإليزيه «لم نستسلم ولسنا انهزاميين. لن تنتصر روسيا في أوكرانيا».
وسيبحث الاجتماع أيضاً زيادة الهجمات الإلكترونية والمعلوماتية من روسيا التي «باتت أكثر عدوانية» وتمثل «خطراً متزايداً على أوروبا» وفقاً للرئاسة الفرنسية.
وعشية الاجتماع، قال زيلينسكي متوجهاً إلى حلفائه الغربيين، إن انتصار أوكرانيا على روسيا «يتوقف عليكم»، لكنه أبدى «ثقته» بأن الكونغرس الأميركي سيوافق في نهاية المطاف على حزمة المساعدات التي طال انتظارها.
وأوضح زيلينسكي أن خطط الهجوم المضاد الذي شنته قواته الصيف الماضي قد سربت إلى روسيا قبل بدئه، وفشله كان ضربة قاسية لأوكرانيا.
وكان الحلفاء الغربيون الذين يعتبر دعمهم ضرورياً لكييف، مترددين في الأشهر الأخيرة في الموافقة على صرف أموال جديدة لتوفير مزيد من الأسلحة والذخائر التي يحتاجها الجيش الأوكراني بشدة لصد هجمات القوات الروسية.
وفي الأيام الأخيرة، حث زيلنسكي حلفاءه الغربيين على تقديم المساعدة العسكرية بسرعة أكبر، ودعا بشكل خاص إلى تسليم الذخيرة والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات.
فرانس24/أ ف ب