اسرائيل تصعّد اعتداءاتها على الجنوب اللبناني والدبلوماسية ناشطة لمنع الحرب
مولوي: الف منزل مدمرة بالكامل واكثر من ثمانية آلاف متضررة وسقوط اكثر من 200 ضحية
بعد تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي امس الاول بان الطائرات الحربية المعادية يمكنها ان تصل الى بيروت ودمشق والى اي مكان اخر، نفذ امس تهديداته فشن غارات على دمشق على دفعتين الاولى صباحاً والثانية ظهراً مستهدفاً مبنى، قالت الانباء انه مقر اجتماع لقياديين من حزب الله وايران، الا ان اي تأكيد لهذه الانباء لم يصدر عن جهة معنية. اما جبهة الحدود الجنوبية فلم تهدأ طوال النهار، وشن العدو الاسرائيلي غارات جوية متواصلة وقصفاً مدفعياً وصاروخياً طاول معظم القرى الجنوبية، واسفر عن سقوط امرأة كما اصيبت طفلة اصابات خطرة وقد رد حزب الله على تجمعات العدو بالاسلحة المناسبة، واصابها ملحقاً بها اضراراً كبيرة. بالمقابل لا تزال الدبلوماسية الاميركية والاوروبية تعمل بجدية لتجنيب لبنان توسيع الحرب المدمرة. واعلنت الحكومة اللبنانية انها متمسكة بالقرار 1701 وهي مستعدة للتفاوض عبر الوسيط اموس هوكستين مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة، الا ان اسرائيل زعمت ان صواريخ للمقاومة موجودة في كسروان وجاء في فيديو نشره الجيش الاسرائيلي ان هناك اسلحة لحزب الله في كسروان وبالتحديد منطقة جنة قرب السد الذي ينشأ هناك. بعض وسائل الاعلام زار المنطقة وعاد بتقرير يؤكد ان لا وجود لاي مظاهر عسكرية في المنطقة. واما المنشآت الموجودة هناك فاوضحت وزارة الطاقة انها لانابيب المياه، انشئت بعد بدء العمل بالسد.
ويوم امس تفقد وزير الداخلية بسام المولوي مدينة صيدا، وعقد اجتماعاً امنياً جرى خلاله البحث في اوضاع المنطقة. وادلى بتصريح ندد فيه بالاعتداءات الاسرائيلية وكشف ان هناك حوالي الالف منزل دمرت بالكامل من جراء القصف المعادي، وان نحو ثمانية الاف منزل متضررة جزئياً، وان اكثر من تسعين الف مواطن من ابناء القرى الحدودية نزحوا الى اماكن بعيدة عن خطوط القتال، فضلاً عن سقوط اكثر من مئتي ضحية.
في هذا الوقت تواصل الولايات المتحدة تحركها في مجلس الامن الدولي، محاولة كسب التأييد لمشروع القرار الذي تعمل عليه والذي ينص على هدنة مؤقتة ومنع شن عدوان كبير على رفح. وكانت الولايات المتحدة قد صوتت بالفيتو على مشروع قرار جزائري، ينص على وقف اطلاق النار فوراً، مدعية ان من شأن هذا القرار ان يؤثر سلباً على المفاوضات الجارية من اجل اطلاق الرهائن ووقف اطلاق النار. هذا ويتابع هوكستين اتصالاته محاولاً وقف اطلاق النار في الجنوب اللبناني. وهو يجري الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين ومع حكومة العدو ولكن جهوده حتى الساعة لم تصل الى نتيجة. وتبقى الامور مرتبطة بالوضع في غزة.
كذلك تنشط الدبلوماسية الفرنسية لاعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية، والى انتخاب رئيس للجمهورية. وكان مقرراً ان يعقد في باريس مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في السابع والعشرين من الشهر الجاري، الا انه ارجىء الى وقت لاحق لم يحدد، وقيل ان التأجيل سببه تباين في الرأي بين الفرنسيين والاميركيين
في السياق تابع الوفد النيابي اللبناني زيارته الى بريطانيا حيث عقد لقاءات متعددة مع عدد من المسؤولين البريطانيين، وتناولت المباحثات الوضع على الحدود الجنوبية وتطبيق القرار 1701 ودعم الجيش اللبناني. كما شدد المسؤولون البريطانيون على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. فمن غير المعقول ان يستطيع اي بلد في مواجهة الاخطار التي يتعرض لها وهو بلا رئيس. وقد اعرب النائب فؤاد مخزومي عن ارتياحه للنتائج التي حققتها الزيارة. فهل تنجح اللجنة الخماسية التي استأنفت تحركها باتجاه اللبنانيين لحملهم على انتخاب رئيس؟ وهل يدرك المجلس النيابي انه يخالف الدستور وان عليه ان يعود عن مواقفه السلبية ويجتمع في جلسة مفتوحة، حتى يتم التوصل الى انهاء الشغور الرئاسي المستحكم منذ اكثر من سنة ونصف السنة؟