أبرز الأخباردوليات

آلاف المزارعين يحتجون في شوارع مدريد

دخلت مئات الجرارات مدريد الأربعاء مع تجدد احتجاجات المزارعين الإسبان الغاضبين مما يعتبرونها منافسة غير منصفة، فيما شهدت فرنسا وبولندا واليونان تحركات مشابهة.
وتجمّع المزارعون عند الفجر تلبية لدعوة اتحاد النقابات الزراعية للمطالبة بأسعار عادلة للمنتجات ومنافسة عادلة مع الموردين من خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وتظاهر نحو أربعة آلاف مزارع في شوارع العاصمة الإسبانية وتمكّن 500 منهم من الوصول إلى وسط المدينة على متن جرّارات، بحسب السلطات.
وأمام وزارة الزراعة، حملوا لافتات كُتب عليها «عالم الريف يموت» أو «بدون الريف المدينة لا تأكل».
وقال خوسيه أنخيل لوبيز، وهو مزارع جاء من بانكوربو الواقعة على مسافة أكثر من 300 كيلومتر شمال مدريد، «يحب أن نحتج في مدريد حيث الجميع موجود».
وأضاف «علينا أن نحدث بعض البلبلة».
ويحتج المزارعون ومربّو الماشية الإسبان منذ 1 شباط (فبراير) للمطالبة بأسعار للمنتجات تمكّنهم من تغطية تكاليف إنتاجهم، وبأن تُفرض القوانين المحلية على الموردين من الدول خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما قال ممثل الاتحاد لويس كورتيس لمحطة «إر تي في إي» العامة.
وأوضح كورتيس أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة اليسارية في إسبانيا الأسبوع الماضي ليست كافية لمعالجة المشكلات التي يواجهونها.

حركة أوروبية

ويعدّ المزارعون الإسبان جزءاً من حركة احتجاجية أوسع شهدت إغلاق طرق رئيسية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا واليونان ودول أوروبية أخرى.
وأغلق مزارعون فرنسيون طرقا الأربعاء، محددين موعداً نهائياً للحكومة لتلبية مطالبهم قبل استئناف الاحتجاجات على نطاق أوسع.
ولم يتمكّن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال حتى الآن من تهدئة غضب المزارعين الذين يشكون، كما هي الحال في دول أوروبية أخرى، من انخفاض الدخل ومن القوانين البيئية الصارمة والمنافسة التي تشكّلها واردات أرخص ثمناً من خارج الاتحاد الأوروبي.
لكن النقابات الزراعية علّقت الشهر الماضي الاحتجاجات التي أصابت البلاد بالشلل بعد وعود بإصلاحات حكومية.
وفي اليونان، طالب آلاف المزارعين بالحصول على مساعدات مالية لإنهاء احتجاجهم المستمر منذ أربعة أسابيع، فيما قالت الحكومة إنها تفتقر للموارد لتقديم للمساعدة.
لكن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قال إن الاحتجاجات ستكون مفيدة لإقناع الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته الزراعية.
وأضاف لمحطة «ستار تي في» التلفزيونية الاثنين «هذه وسيلة ضغط لي أيضاً، عندما أذهب إلى بروكسل للتفاوض».
تشهد العلاقات بين وارسو وكييف توتراً بعدما أعلنت الشرطة البولندية الأربعاء أنها تحقق في مسألة رفع لافتة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتجاج للمزارعين ضد المنافسة غير العادلة من أوكرانيا المجاورة.
ورفع المزارعون في جنوب بولندا لافتة كتب عليها «بوتين، أعد النظام في أوكرانيا وبروكسل وفي حكومتنا» إلى جانب علم للاتحاد السوفياتي مثبت على جرار زراعي.
وقالت بولندا الأربعاء إنه «من المحتمل» أن تكون الشعارات المؤيدة لبوتين رفعت تحت تأثير روسيا فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات بين حكومته وبولندا للبحث في مسألة إغلاق الحدود بين بلديهما الذي فرضه مزارعون بولنديون، معتبراً أن موسكو هي المستفيد «الوحيد» من هذه التوترات.
من جهتها، قدّمت المفوضية الأوروبية تنازلات عدة في الأسابيع الأخيرة بعدما ألقى المزارعون في كل أنحاء أوروبا باللوم على السياسة الزراعية المشتركة و«الصفقة الأوروبية الخضراء» في المشكلات التي يواجهونها.
وجددت دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء الإعفاءات على الواردات من أوكرانيا وذلك وسط تظاهرات عدة للمزارعين في الأيام الأخيرة.
لكن النص الذي اقترحته بروكسل وصدق عليه سفراء الدول الأعضاء يشمل فرض «تدابير تصحيحية» سريعة في حال حدوث «اضطرابات كبيرة» في السوق، و«مكابح طوارئ» لثلاثة منتجات (الدواجن والبيض والسكر) تثبّت الواردات منها عند متوسط الكميات المستوردة في الفترة 2022-2023، على أن يتم في حال تجاوزها فرض رسوم جمركية. وبات مصير النص بأيدي أعضاء البرلمان الأوروبي.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق