بلينكن يزور البرازيل وسط أزمتها مع إسرائيل بسب الحرب في غزة
وصل وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء إلى البرازيل في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات. وهناك خلافات واضحة بين الولايات المتحدة والبرازيل على الساحة الدولية. ويتبنى هذا البلد موقفاً مغايراً تماماً لموقف واشنطن وحلفائها من الحرب في أوكرانيا. ومن جهة أخرى، وصل بلينكن إلى البرازيل بعد أيام من اتهام رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لإسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» في حق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
في ظل أزمتها مع إسرائيل بشأن الحرب في غزة، وصل وزير الخارجية الأميركي إلى البرازيل الثلاثاء حيث يحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيلتقي الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لمناقشة القضايا الثنائية والعالمية، وسيؤكد دعم الولايات المتحدة لرئاسة البرازيل للمجموعة. وهذه هي أول زيارة لرئيس الدبلوماسية الأميركية إلى هذا البلد منذ توليه مهامه قبل ما يزيد على ثلاث سنوات.
وتأتي الزيارة بعد أيام من إثارة لولا غضب إسرائيل إثر تشبيهه عملياتها العسكرية في غزة بـ«المحرقة اليهودية».
ومن المقرر أن يبدأ بلينكن زيارته في برازيليا ومن ثم يتوجه إلى ريو دي جانيرو لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، قبل أن يتوقف في الأرجنتين حيث سيلتقي الرئيس الجديد خافيير ميلي.
وقال لولا البالغ 78 عاماً خلال زيارة إلى إثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الإفريقي إن ما يحدث في قطاع غزة «ليس حرباً، إنها إبادة جماعية».
وأضاف أن «ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي لحظة أخرى في التاريخ. في الواقع لقد حدث عندما قرر هتلر أن يقتل اليهود».
وأثارت هذه المقارنة غضب إسرائيل التي أعلنت أن لولا «شخص غير مرغوب فيه». وقال رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إن الرئيس البرازيلي «تجاوز الخط الأحمر».
واستدعى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس سفير البرازيل فريدريكو ماير. وفي المقابل استدعت البرازيل سفيرها من تل أبيب للتشاور.
ولاحقاً اتهم وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا نظيره الإسرائيلي كاتس بـ«الكذب»، واصفاً تصريحاته بأنها «غير مقبولة بطبيعتها وكاذبة بمضمونها» و«مشينة» أيضاً.
وكشف أن بلاده أبلغت الحكومة الإسرائيلية بأن البرازيل سترد وفق الأعراف الدبلوماسية.
الموقف الأميركي
وعبرت واشنطن الثلاثاء عن رفضها لتصريحات لولا. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين «من الواضح أننا لا نوافق على هذه التصريحات. كنا واضحين جدا لجهة أننا لا نعتقد بحصول إبادة في غزة».
وقبل ساعات من وصول بلينكن إلى البرازيل، استخدمت واشنطن مجدداً حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق نار «فوري» في غزة.
وأدت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 29 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لآخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
أجواء اللقاء
ومن المتوقع أن يجري لقاء بلينكن ولولا في أجواء محرجة بعد آمال ببداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والبرازيل عقب انتهاء ولاية جايير بولسونارو الذي عرف بصراحته كذلك.
وتأتي أول رحلة يقوم بها بلينكن كوزير للخارجية إلى البرازيل بعد أكثر من ثلاث سنوات من توليه منصبه، وهي فترة انتظار طويلة على نحو غير عادي قبل زيارة الدولة الأكبر من حيث عدد السكان في نصف الكرة الغربي بعد الولايات المتحدة.
لكن إدارة بايدن لم تكن مهتمة بالتعامل مع سلف لولا، اليميني المتطرف جايير بولسونارو، حليف الرئيس السابق دونالد ترامب الذي سخر من العمل المناخي ويخضع للتحقيق بتهمة محاولة مزعومة لقلب نتيجة الانتخابات.
ولولا الذي شغل منصب الرئيس في الفترة من 2003 إلى 2010، سافر إلى واشنطن والتقى بايدن بعد عودته إلى الحكم مطلع العام 2023.
لكن الرئيس الحالي للبرازيل أظهر بالفعل اختلافه مع الولايات المتحدة على الساحة الدولية من خلال موقفه بشأن أوكرانيا. واتهم كييف وداعميها الغربيين بتحمل مسؤولية جزئية عن الحرب، وليس فقط روسيا التي غزتها قبل عامين تقريباً.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز