انطلاق مشروع التوسعة الجديدة لمحطة الحاويات في ميناء صحار

احتفل في ميناء صحار الصناعي في سلطنة عمان بوضع الحجر الأساس للتوسعة الجديدة لمحطة الحاويات وذلك تحت رعاية السيد سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانىء والشؤون البحرية بتنظيم من الشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية وبحضور عدد من الرؤساء التنفيذيين والمسؤولين بميناء صحار والشركات الاستثمارية فيه.
في بداية حفل التدشين ألقى الكابتن رشيد جميل الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية كلمة أشار خلالها إلى الاهمية الاستثمارية في هذا المشروع وبدء المرحلة الإنشائية لمشروع التوسعة التي ستساهم في زيادة القدرة الاستيعابية للمحطة من ثمانمائة ألف حاوية قياسية إلى مليون وخمسمائة ألف حاوية قياسية بنهاية هذا العام، الأمر الذي يعكس إيمان الشركة بحسب قوله، بإمكانيات نمو الحركة الملاحية للبضائع في ميناء صحار ليكون بمثابة بوابة لتدفقات البضائع من وإلى دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة وشبه القارة الهندية.
كما ذكر في كلمته تفاصيل مشروع التوسعة الجديدة لمحطة الحاويات وقال: تتيح التوسعة الجديدة استيعاب عمليات مناولة الحاويات الحالية والمستقبلية في الموقع الجديد لمحطة الحاويات ما يعرف بالمحطة (C) التي تتوافر فيها ثلاثة أرصفة جديدة يبلغ طولها الإجمالي حوالي كيلومتر بعمق (18) متراً وساحة مناولة وتخزين الحاويات مساحتها (68) هكتاراً. كما سيتم تجهيز المحطة برافعات الرصيف الأربع الحالية بالإضافة إلى ثلاث رافعات إضافية من نوع (Post-Panamax) وأربع عشرة رافعة جسرية، وبناء عليه ستتمكن الشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية المشغلة للمحطة من استقبال ومناولة أكبر سفن الحاويات التي تبلغ حمولتها حوالي تسعة آلاف حاوية والتي توفر خطوط شحن مباشرة بين صحار وموانىء عالمية أخرى. كما أنه من المتوقع أن تصل الاستثمارات في هذا التوسع إلى حوالي (50) مليون ريال عماني حيث سيتم تشغيل المحطة الجديدة أواخر هذا العام.
وأشار الحارثي في كلمته التي ألقاها خلال الحفل إلى أن التطور الذي يشهده ميناء صحار الصناعي في النمو المتواصل والمستمر في المشاريع الصناعية والمشاريع الثقيلة سيساهم في جذب المزيد من الفرص الاستثمارية الخارجية إلى السلطنة ويطور من العمليات اللوجستية التي سيقدمها هذا الميناء الى تلك الشركات والاستثمارات، مؤكداً على الأهمية الكبيرة لمثل هذه المشاريع التي تزداد يوماً بعد آخر وتحديداً في النقل والشحن البحري، لتكون السلطنة بذلك احدى الوجهات العالمية في الاستيراد والتصدير والحركة الملاحية التجارية العالمية بشكل عام، وهذا ما يولّد فرصاً وظيفية من ناحية ومن ناحية أخرى يوفر مشاريع صغيرة ومتوسطة مساندة لمثل هذه المشاريع الكبيرة في الميناء.
فرص استثمارية
بعدها ألقى (ليو جو وي) من شركة تشاينا هاربور الصينية الشريكة في المشروع كلمة أوضح من خلالها أهمية هذه الشراكة في مشروع الحاويات بميناء صحار الصناعي بما يتيح فرصاً استثمارية واعدة في المنطقة من خلال ما يشهده العالم من تطور صناعي وما تتميز به السلطنة من فرص استثمارية حقيقية، مؤكداً أن الشركة التي تمتلكها الحكومة الصينية تعمل وبشكل مباشر على البحث عن الاستثمارات خارج الصين، ومن هنا جاءت هذه الشراكة في مشروع الحاويات من هذا المنطلق، وايضاً العمل على تشجيع الشركات الصينية الأخرى على الاستثمار الخارجي، كما أشار إلى تطور في العلاقات الصينية – العمانية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في ظل العلاقات القائمة بين البلدين، متقدماً بالشكر والتقدير لجميع الجهات المعنية ولإدارة ميناء صحار الصناعي على التسهيلات التي تقدمها للمستثمرين الاجانب وبما يحقق الاهداف الاستثمارية في منطقة الميناء.
كما ألقى أندريه توت الرئيس التنفيذي لشركة ميناء صحار الصناعي كلمة مماثلة عن حجم مشروع توسعة محطة الحاويات بميناء صحار الصناعي واعتباره أحد الإنجازات الرئيسية في عملية التطوير المستمرة.
وقال: إن من اهم الإنجازات الرئيسية للتطور الكبير في زيادة حجم محطات الحاويات في ميناء صحار هو انه يتم بناؤها على أساس متطلبات السوق، الذي يواصل توسعه محلياً وسيؤدي ذلك إلى جذب العديد من خطوط النقل البحري الرئيسية في المستقبل القريب، بالاضافة إلى تقليل تكاليف الخدمات اللوجستية على المستورد والمصدر على حد سواء.
موضحاً أمثلة على اهمية مناولة الحاويات بالميناء واستقبال الناقلات والسفن الكبيرة فيه وقال: لقد بدأت مجموعة خطوط الشحن الكبيرة بالحاويات ومنها الناقلة العملاقة (APL) في استخدام ميناء صحار كميناء عالمي لها. ومع انتقال الحركة الملاحية التجارية من ميناء السلطان قابوس بمسقط إلى ميناء صحار والتطور السريع لمنطقة صحار الحرة، سيكون هذا المشروع بمثابة إضافة قوية لمبدأ مقابلة الطلب. مؤكداً في الوقت ذاته على أن التوسع في الفرص التي يتيحها موقع منطقة صحار سيعمل على تحفيز المزيد من الانشطة، وبالتالي لن يجعل فقط صحار أكثر جاذبية لمناولة المزيد من البضائع وزيادة حجم الاستثمار في المنطقة الحرة بها، ولكنه أيضاً سيتيح فرصة ممتازة لاستيعاب نشاط استيراد وتصدير بضائع الشحن العمانية التي تتم مناولتها حالياً في الموانىء المجاورة ويقدر حجم هذا النشاط بحوالي (200) ألف حاوية قياسية سنوياً أي ما يقارب من 25% من إجمالي السوق المحلية العمانية.
حجر الاساس
بعدها قام الحارثي بوضع الحجر الأساسي إيذاناً بالبدء في المرحلة الإنشائية لمشروع توسعة محطة الحاويات بميناء صحار.
والجدير بالذكر هنا ان هناك مشاريع مستقبلية متوقعة في توسعة محطة الحاويات بميناء صحار الصناعي والتي منها توسعة وتطوير المحطة (D) بحلول عام 2018 بما يضيف قدرة استيعابية إضافية تقدر بحوالي (2،5) مليون حاوية قياسية لمواكبة الاهتمام المتزايد من خطوط الشحن لاستخدام صحار كمركز استيراد وتصدير في المنطقة.