سياسة لبنانية

حوار المستقبل – حزب الله: من الملف الأمني… الى «الرئاسي»

جلسات انتخاب رئيس للجمهورية تحدد تباعاً وبمعدل جلسة أو اثنتين كل شهر من دون أن تعقد لعدم اكتمال النصاب… وجلسات الحوار في عين التينة تحدد بشكل منظم بمعدل جلستين كل شهر وفي كل مرة يكون النصاب مكتملاً والمناخ الحواري جيداً ومنفصلا عن المشادات والمواقف الخارجية.
هذا الحوار في نظر البعض غير المقتنع بجدواه يراوح مكانه ويدور في حلقة مفرغة ويقتصر على القشور من دون الولوج الى لب الأزمة طالما أن هدفه محدد في تنفيس الاحتقان وتقطيع المرحلة بأكبر قدر ممكن من الهدوء وأقل قدر ممكن من الخسائر. ولكن هناك من يرى أن الحوار يحرز تقدماً (تقدم بطي ولكنه ثابت)، وأن الطرفين يمارسان سياسة التفاف على الملفات الأساسية الخلافية ويحاذران الاقتراب منها، ويتقدمان بخطى متثاقلة في اتجاه الملف الرئاسي بعدما أنجزا ما يمكن إنجازه في الملف الأمني…
ويبدو أن الجلسة السابعة للحوار التي انعقدت دشنت مرحلة البحث في انتخابات الرئاسة وسجلت أول خطوة على طريق مقاربة هذا الملف. وهذا ما تؤكده مصادر سياسية في تيار المستقبل، معتبرة أن قضية رئاسة الجمهورية احتلّت الحيّز الأكبر من النقاش بين المتحاورين، بحيث عرض كل طرف وجهة نظره حيال الموضوع الرئاسي بدءاً من أهمية استكمال نصاب المؤسسات الدستورية بانتخاب الرئيس بوصفه المدخل البديهي والضروري للاستراتيجية الوطنية لمواجهة الإرهاب، وصولاً إلى استعراض كل من الطرفين مواصفات الشخصية المنشودة لتبوؤ سدة الرئاسة الأولى.
هذا ما تشير إليه أيضاً مصادر قريبة من حزب الله ولكن بطريقة متحفظة وحذرة، معتبرة أن أي تقدم لم يحرز في الموضوع الرئاسي وأن وفد الحزب أعاد التأكيد على موقفه القائل بضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس وعلى موقفه المبدئي والمعروف بالتمسك بالعماد عون وضرورة التفاهم معه.
وحسب مصادر مطلعة على الجولة السابعة أمس، فإن وفد «المستقبل» طرح الموضوع من زاوية «البحث في مواصفات الرئيس الجديد» من دون الدخول في الأسماء، ومن خلفية الوصول الى مبدأ الرئيس التوافقي. فإذا ما اقتنع حزب الله بهذا المبدأ يكون الخرق الأول والأهم قد تحقق في جدار الأزمة الرئاسية.
«المستقبل» يفاوض على الرئاسة من منطلق أن أياً من فريق 8 و14 آذار ليس قادراً على أن يأتي برئيس للجمهورية لا هذا الفريق ولا ذاك قادراً على تأمين النصاب الدستوري، ولذلك لا بد من أن يبحث الطرفان عن تسوية ووضع آليتها ومعاييرها، ويقتنعا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، أي ترجمتها باتفاق الطرفين على تسوية.
حزب الله يلتقي مع «المستقبل» على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، كما كان اتفق معه على أن الرئاسة بند على جدول أعمال الحوار، ولكنه ما زال داعماً للعماد ميشال عون في الاستحقاق الرئاسي ومتمسكاً به. هو يريد رئاسة الجمهورية للعماد عون، ويرى أن المستقبل يريد انتخابات الرئاسة ليأتي بحكومة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق