حركة دبلوماسية ناشطة يقابلها قصف عنيف …وملف الرئاسة مقفل حتى اشعار اخر
حماس تسلم ردها على اطلاق الرهائن ولبنان يقترح رفع عديد الجيش بحوالي 6 الى 7 الاف جندي
التحركان الدبلومسي والعسكري بلغا الذروة. فعلى الصعيد السياسي هناك عجقة موفدين يجولون بين دول المنطقة، من الخليج الى مصر واسرائيل واخيراً الى لبنان، حيث الجبهة تنذر بخطورة لافتة… حدث واحد طرأ امس نشر جواً ايجابياً، ان على قطاع غزة او على الحدود الجنوبية اللبنانية، بعدما سلمت حماس ردعا على اقتراح اقامة هدنة يجري خلالها تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس، هذا ما اعلنه وزير خارجية قطر ولكنه لم يعط تفاصيل عن هذا الرد، حفاظاً على سلامة العملية. الا انه اوحى بالايجابية.
شهدت دول المنطقة حركة لافتة، اذ زارها عدد من وزراء الدول الاوروبية والاميركية في سبيل تهدئة الاوضاع، ومنع امتداد الحرب الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وتوسعها، والحؤول دون تحولها الى حرب اقليمية مدمرة. ويزور المنطقة حالياً وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الذي بدأ جولته في السعودية وانتقل بعدها الى مصر وقطر ثم اسرائيل، وهو يعمل على ملفات عدة لعل ابرزها تأمين وصول المساعدات الانسانية الى غزة المهدد اهلها بالجوع، وكذلك العمل على تأمين اطلاق الرهائن. كما انه بحث في المملكة العربية السعودية امكانية استئناف البحث في التطبيع بين المملكة واسرائيل. وسيصل الى بيروت اليوم وزير خارجية مصر سامح شكري. في هذا الوقت يواصل مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين زيارته الى اسرائيل، ولم يعرف بعد اذا كان سيزور بيروت. ويركز على تهدئة الوضع في الجنوب اللبناني ومنع اسرائيل من توسيع رقعة الحرب. كذلك زار بيروت امس وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه وكانت له لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقد ركز في محادثاته على امرين: تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية وتطبيق القرار الدولي 1701، وحث اللبنانيين على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لكي تستقيم الامور وتستأنف الدولة نهوضها، بعد شلل لا يزال مسيطراً على كل القطاعات منذ اكثر من سنة ونصف السنة بسبب الشغور في مركز الرئاسة. وكان قد زار المنطقة وزير الخارجية البريطاني دايفيد كاميرون وركز على ضرورة تطبيق القرار 1701، معلناً ان بريطانيا مستعدة لتزويد لبنان بمراكز مراقبة على طول الحدود.
وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ادلى بتصريح عقبته دردشة مع الصحافيين بعد لقائه وزير خارجية فرنسا، ومما جاء فيه: ان الاجتماع كان جيداً. والفرنسيون يهمهم لبنان وسلامته. لقد نقلوا اليه اجواء اسرائيل التي تريد ارجاع المستوطنين المهجرين من الحدود الشمالية. ولكنهم حتى الساعة لم يبلّغ المسؤولون الاسرائيليون انهم يقبلون بالسلام. فلبنان كما هو معروف يطالب بالقرار 1701 كاملاً، ويتضمن اعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وانسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي اللبنانية.
ورداً على سؤال قال بوحبيب ان الوزير الفرنسي لم ينقل اي اقتراح. ولكنه نقل تحذيراً من اسرائيل بانها قد تقوم بحرب لارجاع مستوطنيها وقال انه ابلغ الوزير الفرنسي ان لبنان لا يريد الحرب، بل يريد الاتفاق بوساطة الامم المتحدة والفرنسيين والاميركيين، ويريد الاتفاق على الحدود، لكن البحث فيها لن يكون نهائياً قبل ان يصبح لدينا رئيس للجمهورية. واضاف ان لبنان اقترح زيادة عديد الجيش والمساعدة ليتمكن من تجنيد حوالي 6 الى 7 الاف جندي وهذا المطلب يلقى ترحيباً.
على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال الوضع على حاله، نشاط خارجي كبير لانهاء هذا الشغور القاتل، يقابله لا مبالاة على صعيد الداخل. فالمجلس النيابي مقفل وقد اعلن الرئيس بري امس انه لن يفتحه قبل اجراء تشاور او حوار، وهذا اقتراح سبق للرئيس بري ان قدمه ورفضته المعارضة التي بررت رفضها بان فريق الممانعة يطلب الحوار، وهو متمسك بمرشحه. وهذا يعني انه يقول تعالوا نتحاور على مرشحنا وهذا مرفوض كلياً. وتتابع المعارضة لقد قدمنا تنازلات واظهرنا حسن نية وتخلينا عن مرشحنا النائب ميشال معوض، وقدمنا جهاد ازعور فرفضوا كل العروض واستمروا في التمسك بمرشحهم. قريباً تستأنف اللجنة الخماسية تحركها لاقناع المسؤولين اللبنانيين بالاتفاق على حل، الا انها لا تستطيع ان تحل محل اصحاب العلاقة، وكل ما يمكنها فعله محاولة اقناعهم، وهذا يبدو صعباً في الوقت الراهن. وفي ظل هذه المواقف المتصلبة.