تفاؤل النهار بدده نتانياهو مساء وارتفعت حماوة الجبهة اللبنانية واما الداخل فالحل في التغيير
الانباء المتفائلة التي نقلها اعلام العدو الاسرائيلي عن احتمال التوصل الى حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل، والتي لمح اليها المسؤولون الاسرائيليون وفي طليعتهم وزير دفاع العدو، تراجعت بعد ساعات عندما رفض رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو اتفاق هدنة مع حماس بالشروط التي وضعتها، وخصوصاً اطلاق بعض الاشخاص من السجون الاسرائيلية. فماذا في التفاصيل؟
نقل مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين اشارات ايجابية توحي بامكانية تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية، وذلك عبر سحب حزب الله بعض مقاتليه والاسلحة الثقيلة، على ان يبقى في جنوب الليطاني ابناء القرى الجنوبية باسلحتهم الخفيفة، مقابل تقديم تنازلات من قبل العدو الاسرائيلي، وبالطبع عليه ان يتراجع عن النقاط المخالفة على الخط الازرق والاراضي المحتلة. واذا صدقت هذه الاخبار يزور هوكستين بيروت وفق ما قال، انه اذا حقق نجاحاً ينتقل الى لبنان. الا ان كل هذه الانباء التي روج لها الاعلام المعادي، لم تصدر اي اشارة حولها في الجانب اللبناني توحي بصحتها، لا بل على العكس شهدت الجبهة حماوة لافتة تخللها قصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية على عدد من القرى الجنوبية. كما دخلت حركة «امل» في المعركة وسقط لها ثلاثة شهداء.
في هذا الوقت ينتظر لبنان اليوم وصول وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، حيث يمضي بضع ساعات يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين. وسيركز في محادثاته على تطبيق القرار 1701، ونشر عدد كاف من جنود الجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيل لتحقيق الهدوء في لبنان وفي اسرائيل على حد سواء، والسماح لسكان المستوطنات بالعودة الى منازلهم، وكذلك عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم. ويشدد الوزير الفرنسي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وقال ان فرنسا تواصل جهودها في هذا المجال منفردة بواسطة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان وعبر اللجنة الخماسية ايضاً… ونقل سيجورنيه تهديدات من العدو اصبحت مألوفة وشبه يومية.
وهكذا تستمر الجهود الدبلوماسية في محاولة لمنع امتداد الحرب وتوسعها كخطوة اولى، على ان يعقب ذلك وقف كامل لاطلاق النار، والبدء في مباحثات من اجل حل الدولتين، وهو الحل الوحيد الذي يضمن الهدوء والاستقرار في المنطقة، ويمنع تجدد الحروب كل فترة. وامس استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الوكيل البرلماني للوزيرة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الالماني وبحث معه في سلسلة امور اقتصادية وسياسية ابرزها الاوضاع على الحدود الجنوبية. وابلغ بوحبيب الوزير الالماني ان لبنان يريد حلولاً كاملة، وليس انصاف حلول. كما تم التطرق الى ملف اللاجئين وقضية تمويل الاونروا.
على الصعيد الداخلي وقع رئيس مجلس النواب نبيه بري قانون موازنة العام 2024. وارسله الى رئاسة مجلس الوزراء التي ستحيله بدورها الى الجريدة الرسمية للنشر، حيث يصبح بامكان النواب الطعن به. ويعلق المواطنون امالاً كبيرة على الطعن الذي في حال الاخذ به ينقذهم من كارثة غير قادرين على الخروج منها. وتتواصل الاحتجاجات على ما تضمنته هذه الموازنة من ضرائب ورسوم تفوق المعقول، وتعكس لامسؤولية المسؤولين وقلة خبرتهم.
على الصعيد الحكومي استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المدير الاقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، وعرض معه مشاريع البنك الدولي في لبنان للعام الحالي، لا سيما في قطاعي الطاقة والمياه وكذلك تطرق البحث الى موضوع التقرير السنوي لبرامج البنك الدولي الخاصة بلبنان.
كذلك استقبل ميقاتي وفداً من برنامج الامم المتحدة برئاسة الممثل المقيم للبرنامج في لبنان محمد صالح وجرى عرض لنشاطات البرنامج والمشاريع المستقبلية التي يقوم بها في لبنان. واجتمع ميقاتي مع وفد من تجمع موظفي الادارة العامة وجرى خلال الاجتماع بحث مطالب التجمع، لا سيما البدل عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضيين ووعد ميقاتي باقرار هذه المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء. وقال التجمع انه سيستمر في الاضراب الذي ينفذه الى حين تنفيذ المطالب. واخيراً استقبل رئيس الحكومة وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.
كل هذه الحركة هي بلا بركة. والموازنة التي قصفت ظهر المواطنين يجب ان يتم التراجع عنها وتقديم موازنة متوازنة تنصف الدولة من جهة رغم الفساد المستشري، وتكون متناسبة مع قدرة المواطنين، وفي ما عدا ذلك، فان التحركات الشعبية واضراب القطاع العام وغيره من الاضرابات ستستمر. والحل الوحيد هو في التغيير. فلترحل هذه الحكومة وهذا المجلس النيابي باسرع وقت والا الخراب.