سياسة لبنانيةلبنانيات

ميقاتي في قصر بعبدا اليوم فهل ان الحكومة امام التعويم او التعديل او التطعيم؟

تشكيل حكومة جديدة لم يعد وارداً في حسابات المعنيين لان الوقت لا يسمح بذلك

تحركت الساحة السياسية امس، بعد عطلة طويلة بدت البلاد معها معطلة ومشلولة. فعلى الصعيد الحكومي عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات كان ابرزها الاجتماع الذي ضم جميع الوزراء الذين دعاهم الرئيس ميقاتي شخصياً للحضور. ولكن هذا الاجتماع لا يمكن وصفه بمجلس وزراء، ذلك ان الدعوة لم توجه قبل 48 ساعة كما يقتضي العرف، ولم يكن امامه جدول اعمال محدد، وقد بحث في الملفات المطروحة، دون ان يصدر عنه بيان بالنتائج. غير ان المهم كان اعلان الرئىس ميقاتي انه سيزور قصر بعبدا اليوم، ليجتمع الى رئيس الجمهورية. وسيتناول البحث تشكيل حكومة جديدة، وقد توقف اي نشاط حولها منذ 20 حزيران الماضي، يوم قدم الرئيس المكلف صيغة حكومية رفضها رئيس الجمهورية، وانقطعت بعدها الاتصالات بين الرئيسين.
التكهنات حول هذا اللقاء كثيرة، ولم تنقطع منذ يوم امس. ولم يعرف ما اذا كان ميقاتي سيحمل معه الى قصر بعبدا تشكيلة حكومية جديدة، لعرضها على رئيس الجمهورية. وحول هذا الموضوع كانت مجموعة احتمالات، خصوصاً وان الرئيس المكلف تجاوز حملة التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، وعاد الى موضوع تشكيل الحكومة، بعدما كان الجميع قد توقعوا طي هذا الملف.
ما هي النتائج التي يمكن ان يسفر عنها هذا اللقاء؟ قد يكون الطرح اعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال وتنشيطها، ليصبح عملها كاملاً، وبالتالي تصبح قادرة بدون جدل على تسلم السلطة في حال عدم التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والاحتمال الثاني ان تطعم الحكومة الحالية بثلاثة او اربعة وزراء جدد يتم استبدالهم فتنتهي فترة تصريف الاعمال وتصبح الحكومة اصيلة. والاحتمال الثالث تطعيم الحكومة الحالية بستة وزراء دولة كما اقترح رئيىس الجمهورية، وهذا مستبعد لان ادخال السياسيين اليوم الى الحكومة امر غير مستحب، لا داخلياً ولا خارجياً بعدما اثبت هؤلاء فشلهم على جميع الاصعدة، وكانوا السبب في ايصال البلاد الي ما هو عليه اليوم من انهيار. والاحتمال المرجح في حال التوصل الى اتفاق هو تعويم الحكومة الحالية، لانها تمثل جميع الاطراف وبالتالي فهي تحظى بالتأييد. اما ما هو مستبعد نهائياً تشكيل حكومة جديدة، لان الوقت المتبقي من نهاية العهد لا يسمح بذلك، خصوصاً وان تشكيل الحكومات في لبنان يستغرق اشهراً طويلة وصل في بعض الاحيان الى السنة، بسبب الانقسامات والخلافات على الحصص وعلى الوزارات، دون اي مراعاة لمصلحة البلد.
الاسئلة كثيرة والتكهنات اكثر، وبانتظار ان يصل الرئيس ميقاتي الى قصر بعبدا وتنكشف الاحداث كلها. لماذا بعد طول غياب، ايقن الجميع خلاله بان ملف تشكيل الحكومة طوي نهائياً، يعود الرئيس ميقاتي الى فتح هذا الملف من جديد؟ هل هو من باب رفع المسؤولية عنه، كي لا يقال انه هو من عطل ظهور حكومة جديدة فاعلة تتولى الانكباب على معالجة الازمات المتراكمة. ام انه نتيجة ضغوط خارجية تعرض لها، ام لاسباب اخرى غير معروفة؟ الساعات المقبلة ستجيب على جميع هذه الاسئلة فتتوضح الصورة.
وهنا يطرح السؤال هل ان الرئيس ميقاتي يخشى ان يفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويصبح على الحكومة القائمة مسؤولية تولي الحكم لملء الفراغ الذي ينتج عن التعطيل؟ وبما ان هناك جدلاً حول شرعية تولي حكومة تصريف الاعمال هذه المسؤولية، ارتأى الرئيس ميقاتي انه من الافضل ان يترأس حكومة اصيلة، فينجو من هجوم صاعق عليه. القرار المفاجىء للقاء الرئيسين حرك الساحة السياسية فعسى ان تكون النتائج على قدر الامال، خصوصاً وان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي اصبح ضاغطاً ويجب اقرار الاصلاحات المطلوبة لوضع لبنان على الطريق الصحيح. فهل يسفر اللقاء عن نتائج ايجابية، وهل يخرج الدخان الابيض من قصر بعبدا اليوم؟ ام ان الانقسامات ستتعمق اكثر؟ اننا لمنتظرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق