تبادل مئات الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والعدل الدولية ترفض الجزء الأكبر من قضية «تمويل الإرهاب»
تبادلت أوكرانيا وروسيا الأربعاء نحو 200 أسير حرب لكل من الطرفين في إحدى أهم عمليات تبادل الأسرى خلال عامين. وعلى جانب آخر، رفضت محكمة العدل الدولية الجزء الأكبر من اتهامات كييف لموسكو بتمويل «الإرهاب» في شرق أوكرانيا، مشيرة فقط إلى أن موسكو فشلت في الانتهاكات المفترضة. وكانت كييف قد اتهمت موسكو بأنها «دولة إرهابية» مهّد دعمها للانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا إلى غزو العام 2022 الشامل.
تبادلت روسيا وأوكرانيا الأربعاء نحو 200 أسير حرب لكل من الجانبين، ويأتي ذلك بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية روسية قالت موسكو إنها كانت تقل جنوداً أوكرانيين أسرى واتهمت كييف بإسقاطها. وهذه إحدى أهم عملية تبادل للأسرى خلال عامين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش الأوكراني أسقط الطائرة بصاروخ باتريوت أميركي تستخدمه كييف لاعتراض النيران الروسية. وتحاول السلطات الأوكرانية والغربيون الحصول على أدلة حول المزاعم الروسية.
195 روسيا مقابل 207 أوكرانيين
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تبادل «195 جندياً روسياً» مقابل العدد عينه تقريباً من الجنود الأوكرانيين. ورحب بوتين بالعملية مؤكداً أن موسكو تريد «إعادة» جميع الأسرى المحتجزين لدى كييف. وقال «لن نوقف عمليات التبادل. علينا إعادة رجالنا إلى البلاد».
كما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعودة «207» أوكرانيين من الأسرى. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي «جنودنا عادوا إلى البلاد» متعهداً بإعادة كل الأسرى «سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين».
وهذه خامس عملية تبادل من هذا النوع، كما أعلن مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس، مضيفاً أن ما مجموعه 3035 أوكرانيا تمكنوا من العودة إلى ديارهم.
قضية «تمويل الإرهاب»
وعلى صعيد آخر، رفضت محكمة العدل الدولية الأربعاء الجزء الأكبر من الاتهامات الأوكرانية لروسيا بـ«تمويل الإرهاب» في شرق أوكرانيا، مشيرة فقط إلى أن موسكو فشلت في التحقيق في الانتهاكات المفترضة. ورفضت المحكمة أيضاً طلب أوكرانيا بصرف تعويض.
واتّهمت كييف موسكو بأنها «دولة إرهابية» مهّد دعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا إلى غزو العام 2022 الشامل.
وامتنعت المحكمة عن البت على وجه التحديد في زعم مسؤولية موسكو عن إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا في 17 تموز (يوليو) 2014، وهو طلب كانت كييف قد تقدمت به إلى المحكمة.
قصة تحطم الطائرة الروسية
الأسبوع الماضي، تحطمت طائرة عسكرية روسية قرب الحدود الأوكرانية في ظروف غامضة، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
تؤكد موسكو أن كييف أسقطت الطائرة التي كانت تقل 74 شخصاً، من بينهم 65 أسير حرب أوكرانيا كان من المقرر تبادلهم.
والأربعاء أعلن بوتين لأول مرة السلاح المستخدم من قبل الجيش الأوكراني قائلاً «الطائرة أسقطت وتأكدنا من ذلك بنظام باتريوت أميركي».
وعادة ما تُستخدم هذه الأنظمة الدفاعية المضادة للطائرات، التي سلمتها الولايات المتحدة، لاعتراض الصواريخ الروسية خصوصاً تلك التي «تفوق سرعتها سرعة الصوت».
لم تؤكد أوكرانيا أو تنفي تورطها، لكنها شككت في وجود جنودها على متن الطائرة. في المقابل أكدت أنه كان من المقرر تبادل أسرى في يوم الحادث لكن ذلك لم يحدث في نهاية المطاف.
واقع المعارك
وتمّت عملية التبادل الأربعاء بينما تستمر موسكو في الضغط على أنظمة الدفاع الأوكرانية خصوصاً في دونباس وحول أدفيفكا مركز المعارك.
وأكد فلاديمير بوتين، الأربعاء أن رجاله يتمركزون في مواقع «على مشارف» هذه المدينة.
وتشهد هذه المدينة الصناعية منذ أشهر اشتباكات بين الأوكرانيين والروس، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة بحسب مراقبين.
وتؤكد كييف أنها تقاوم الهجمات المتكررة للقوات الروسية، لكن الروس يتواجدون الآن في جنوب وشمال المدينة، بالإضافة إلى السيطرة على الجانب الشرقي.
للتحرر من الضغوط الروسية، تستهدف القوات الأوكرانية بشكل متزايد أهدافاً في روسيا لدفع الجيش الروسي إلى إعادة توجيه معداته ورجاله بعيداً عن الجبهة.
ليل الثلاثاء الأربعاء، أصابت طائرة مسيرة أطلقتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مصفاة في سان بطرسبرغ شمال غرب روسيا على بعد حوالي ألف كيلومتر من الحدود.
الدعم الأميركي والأوروبي لأوكرانيا
دبلوماسياً، بينما لا تزال الدفعة الأخيرة من الأموال لدعم كييف عالقة في الكونغرس، وعد المستشار الألماني أولاف شولتز الأربعاء بأنه «سيبذل كل ما في وسعه» لزيادة المساعدة العسكرية الأوروبية لأوكرانيا عشية قمة حاسمة في بروكسل حول المساعدات لكييف.
وأعلنت بروكسل الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من تسليم سوى نصف مليون قذيفة وعد بها أوكرانيا بحلول نهاية آذار (مارس)، في حين تخشى كييف من انهيار الدعم الغربي.
وذكر دبلوماسيون أوروبيون أن بروكسل «مدت يدها» لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الحليف الأقرب لبوتين بين الدول الأعضاء السبعة والعشرين ليرفع معارضته عن مساعدة أوروبية جديدة بقيمة 50 مليار يورو لكييف.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز