سياسة لبنانيةلبنانيات

اتفاق تبادل الاسرى يتقدم فهل يسبق اعلان الحرب في الجنوب اللبناني؟

القصف الجوي والبري على اشده وحزب الله يدخل صواريخ جديدة الى المعركة

الانباء الواردة من باريس حول الاجتماع الرباعي الاميركي المصري القطري الاسرائيلي، متناقضة. ففيما تؤكد الولايات المتحدة ان المحادثات حققت تقدماً يؤشر الى اتفاق على هدنة انسانية، وسيعرض هذا الاتفاق على حماس، افادت التصريحات الاسرائيلية ان العدو غير موافق على شروط حماس، وتأتي هذه التصريحات بعد اجتماع الكابينت الحربية. فهل تتوصل هذه المحادثات الى حل ينهي القتال الدائر في غزة موقتاً، على امل ان يصبح دائماً، ام ان الغلبة ستكون لآلة الحرب؟ الانباء متناقضة بانتظار جلاء المواقف. مع العلم ان وقف اطلاق النار في غزة ينعكس هدوءاً على الحدود الجنوبية اللبنانية، حيث اصبح الوضع مقلقاً، نظراً لتصاعد الاعمال العسكرية من قصف وغارات جوية ومسيرات واستهداف بالمقابل لمراكز عسكرية للعدو. وتسجل الاشتباكات والقصف على القرى والبلدات الجنوبية سقوط الضحايا وتدمير منازل. كما ان القصف تجاوز الحدود المرسومة، وطاول مناطق بعيدة عن الخط الازرق. وحيال هذه الاعتداءات ادخل حزب الله الى المعركة صواريخ جديدة وفتاكة. وقد اعتبرها الحزب تحذيرات لاسرائيل التي توزع تهديداتها بشن حرب على لبنان.. فهل تنجح كل هذه المحاولات في وقف اطلاق النار وتفسح في المجال امام الدبلوماسية التي تحاول دفع الاطراف كافة، الى تنفيذ القرار 1701 الذي يؤمن الهدوء على الحدود الجنوبية؟ رئيس وزراء قطر قال عقب لقاءات مع اميركيين واسرائيليين ومصريين انه سيتم عرض مقترح على حماس بوقف القتال في غزة واطلاق الرهائن.
وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب العائد من نيويورك حيث حضر جلسة مجلس الامن الدولي الخاصة بالوضع في الشرق الاوسط، واجرى اتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول، شدد على ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بعد ترسيم الحدود بين البلدين، لافتاً الى ان وقف اطلاق النار في غزة سيؤدي لتهدئة الوضع في لبنان. وطالب بتطبيق القرار 1701 وترسيم الحدود مع اسرائيل، والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واعتبر انه يمكن لاسرائيل بناء جدار على الحدود مع لبنان بعد ترسيم الحدود.
على صعيد الازمات الداخلية اللبنانية، وابرزها انتخاب رئيس للجمهورية، نشط سفراء الخماسية. فالتقى سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الرئيس فؤاد السنيورة، كما التقت السفيرة الاميركية ليزا جونسون عدداً من الوزراء والفاعليات. وسيقوم السفراء اليوم بزيارة الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هذه التحركات تؤشر الى جدية اللجنة الخماسية في حل معضلة الشغور الرئاسي، الذي يفتح الطريق امام عودة الحياة الى المؤسسات والادارات العامة، التي اصابها الشلل. فالدولة بلا رأس لا يمكنها ان تسير. واللجنة كما تسرب عن لقاءاتها واتصالاتها، انها بعد تعذر وصول اي من مرشحي الطرفين سليمان فرنجية الذي يرشحه فريق الممانعة، وجهاد ازعور الذي رشحته المعارضة، باتت تميل الى تسويق المرشح الثالث، دون الدخول في الاسماء، بل هي تترك الامر الى اللبنانيين انفسهم. المهم لديها اقتناع الطرفين بالفكرة، وعندها يصبح الاتفاق سهلاً. فهل تنجح هذه المساعي في الوصول الى اتفاق، خصوصاً وان لبنان يواجه ازمات كبيرة تحتاج الى دولة كاملة فاعلة لمواجهتها، من مثل وقف الدول الاوروبية والولايات المتحدة تمويل الانروا التي تهتم باللاجئين الفلسطينيين، لناحية الطبابة والاستشفاء والتربية وغيرها، ووقف تمويل الانروا يشل حركتها، ويلقي اعباء كبيرة على لبنان، لا يمكنه تحملها في وضعه الحالي. وقد بحث وزير الخارجية عبدالله بوحبيب هذا الموضوع مع السفيرة الاميركية، مطالباً اياها بالعودة عن قرار وقف التمويل. فهل تنجح هذه الجهود فتستأنف الدول التمويل ام يجري البحث عن طرف اخر يتولى المهمة.
الوضع شائك الازمات متلاحقة والمنطقة تغلي، بعد الضربة على احدى القواعد العسكرية الاميركية في الاردن، والتي سقط بنتيجتها ثلاثة جنود اميركيين واكثر من 35 جريحاً. ويترقب الكل حالياً كيف سترد الولايات المتحدة، خصوصاً وان الرئيس الاميركي جو بايدن ايد الرد بالطريقة والمكان المناسبين. وجاءت الضربة الاسرائيلية امس على منطقة السيدة زينب في سوريا والتي سقط بنتيجتها قتلى وجرحى لتزيد الازمة تعقيداً. هل نحن امام حرب مدمرة يدفع ثمنها الجميع، ام ان العقل سيتغلب ويعود الهدوء الى المنطقة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق