رئيسي

ريف حلب: النظام يواصل استخدام البراميل المتفجرة، و«الحر» يتراجع امام ضربات «الدولة الاسلامية»

مع تمدد المواجهات الى اكثر من مكان على الارض السورية، وتعدد الجهات المتصارعة، وتشابك الموقف الى واقع من الصعب جداً تمييز ملامحه، الا ان منطقة ريف حلب كانت البؤرة الاكثر سخونة خلال الايام القليلة الفائتة، حيث شهدت مواجهات بين اكثر من طرف.

فالجيش النظامي، كثف من قصفه لبعض المواقع مستخدماً البراميل المتفجرة، الامر الذي رفع منسوب الخسائر البشرية، وادخل الحالة العامة ضمن اطار عال من البشاعة.
والجيش الحر دخل في مواجهات مع مقاتلي الدولة الاسلامية، وكانت النتيجة تراجعه امام ضرباتهم المكثفة. و«النصرة» ادارت مواجهات حامية مع اكثر من طرف فكانت النتيجة لوحة عنف غير محددة المعالم.
فقد اشارت التقارير الى مقتل  35 مدنياً على الأقل، في قصف بسلاح الجو على مدينة حلب شمال سوريا. واستهدف القصف بالبراميل المتفجرة  أحياء باب النَيّْرَب وقاضي عسكر ومساكن هنانو. وأسفر القصف أيضاً عن عشرات المصابين، إضافة إلى دمارٍ كبير في المنازل والمحال التجارية. واعلن الدفاع المدني انه يجد صعوبةً في انتشال الضحايا جراء نقص الآليات واستمرار الطيران الحربي بالتحليق فوق الأحياء المستهدفة. وفي الاثناء،  ذكرت تقارير اخبارية، أن غارات جوية استهدفت بلدات عندان ومعارة الأرتيق وكفر حمرة وآخترين بريف حلب الشمالي.

البراميل المتفجرة
وفي درعا،استهدفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة بلدة إنخل في ريف المحافظة، وأسفر القصف عن تدمير المخبز الوحيد العامل بالمدينة. كما قصفت المروحيات حي العباسية في درعا البلد، وبلدات غَبَاغِب وبصر الحرير ونوى، ما أدى إلى دمار واسع في المباني والمنازل. وتحدث ناشطون عن حملة دهم واعتقال نفذتها قوات النظام والشبيحة في بلدة الحارة بريف درعا. وأكد اتحاد التنسيقيات أن غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت بلدة المليحة في ريف دمشق وسط اشتباكات في جبهات مختلفة بالبلدة بين الجيش الحر وقوات النظام.
وقال مركز حماة الإعلامي إن جرحى بينهم نساء سقطوا بقصف للطيران الحربي للطامنة بريف حماة، وأوضح أن انفجار عبوة لاصقة بسيارة أحد الشبيحة بقرية قمحانة – الموالية للنظام بريف حماة – أدى لمقتل كل من كان فيها.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 84 شخصاً قتلوا  الأحد، منهم 34 في حلب وريفها، وعشرة على الأقل في الرقة، و11 في محافظة حماة.
الى ذلك، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً عن سياسة الاعتقال التي ينتهجها النظام السوري، وقال التقرير إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الموالية له ما زالت تقوم بعمليات الخطف والاعتقال المستمر إلى جانب عمليات القتل اليومي.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بحسب طريقة التوثيق التقديري، إجمالي أعداد المعتقلين منذ بدء الثورة السورية بـما لا يقل عن 215 ألف شخص، تمتلك الشبكة السورية لحقوق الإنسان قوائم بأكثر من 76 ألفاً منهم، وذلك بسبب الصعوبة الشديدة في الحصول على أسماء أو تفاصيل عن المعتقلين، إضافة إلى ذلك فقد وثّقت مقتل ما لا يقل عن 5047 شخصاً، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز حتى نهاية شهر تموز (يوليو) 2014.

سيطرة الدولة الاسلامية
وفي الاثناء، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية – الأربعاء – على مدينة أخترين وقريتي تركمان بارح والغوز في ريف حلب كما شن مداهمات واعتقالات واسعة لكل من له صلة بمقاتلي الجيش السوري الحر، بينما سقط قتلى في غارات على مدن مختلفة في سوريا مع تواصل الاشتباكات على محاور عدة.
وجاءت سيطرة تنظيم الدولة على هذه المناطق عقب إعلانه بدء معركة أسماها «الثأر للعفيفات» منذ عصر الثلاثاء، حيث حشد قواته في القرى المجاورة واستهدف مدينة أخترين وقريتي تركمان بارح والغوز بشكل كثيف بقذائف الدبابات والهاون. ثم بدأ مقاتلو التنظيم اقتحام هذه المناطق بعد اشتباكات شرسة جرت مع مقاتلي الجيش الحر، أسفرت عن قتلى في صفوف الطرفين.
وتفتح مدينة أخترين الإستراتيجية الطريق باتجاه بقية ريف حلب الشمالي، حيث تتجه أنظار التنظيم إلى بلدة مارع معقل الجبهة الإسلامية في المنطقة، ومدينة إعزاز بوابة الريف الحلبي باتجاه الأراضي التركية.
من جهتها أقالت قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب قائد غرفة عملياتها العقيد المتقاعد عمر عبد الرحمن. وبيّنت القيادة في بيان لها أنها أحالت العقيد عمر إلى الجهات المختصة للتحقيق معه حول البيان الذي أصدره يوم 10 آب (اغسطس) الحالي بشأن تعليق عمل غرفة عمليات المجلس العسكري. ويأتي أيضاً أمر الإعفاء بسبب الفشل في إدارة العمليات والمهام الموكلة إليه، وعمله خارج المؤسسة التي يتبع إليها لمصالح وغايات شخصية، وعدم امتثاله لأوامر مجلس الشورى. كما عينت قيادة المجلس العسكري في حلب المقدم أحمد منصور بديلاً للعقيد عمر المعفى من مهامه في قيادة غرفة عمليات حلب.

في حماة
وفي حماة أفاد مركز حماة الإعلامي عن مقتل وجرح نحو خمسين عنصراً من قوات النظام في اشتباكات عنيفة في ساعات اليوم الأولى على حاجزي العبود والغربال وفي الحي الشرقي من مدينة مورك بريف حماة، في محاولة من النظام للتقدم واقتحام المدينة والطريق الدولي بين حماة وحلب.
قبل ذلك، سيطر جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية الاسبوع الفائت، على قاعدة مهمة للجيش السوري في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في بيان ان تنظيم الدولة الاسلامية بسط سيطرته الكاملة على اللواء 93 في منطقة عين عيسى بالريف الشمالي لمحافظة الرقة عقب اشتباكات عنيفة بدأت بتفجير ثلاثة مقاتلين من الدولة الاسلامية انفسهم بعربات مفخخة في بوابة اللواء 93 ومحيطه.
وتابع ان عملية السيطرة على القاعدة اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 36 عنصراً من قوات النظام و15 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية غالبيتهم من جنسيات غير سورية.
واشار الى ان النظام في دمشق لم يعد يسيطر سوى على موقع واحد في محافظة الرقة هو مطار الطبقة العسكري، مؤكداً ان تنظيم الدولة الاسلامية يواصل حشد عناصره وعتاده تمهيداً لاقتحامه.

قصف جوي
وقتل عشرات السوريين في قصف طائرات النظام بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق عدة، وسط معارك مستمرة بين قواته وقوات المعارضة، وذلك في وقت سيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية على قرى عشيرة الشعيطات في دير الزور.
فقد قالت نشرة سوريا مباشر إن 16 شخصاً – بينهم سبعة أطفال وامرأتان – قتلوا جراء ثلاث غارات جوية استهدفت مدينة الرقة. كما ذكر مركز حماة الإعلامي أن 14 قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا جراء قصف الطيران الحربي سوق الخضار في مدينة اللطامنة بريف  حماة.  وقالت شبكة شام إن سبعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام بالمدفعية بلدة الكرك الشرقي بريف درعا، كما سقط عدد من القتلى وجرحى في قصف الطيران الحربي مدينة إعزاز بريف حلب، في حين قتل آخرون في أحياء حلب القديمة بقصف للطيران.

دمشق – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق