القصف الجوي الجنوني العدواني على الجنوب يؤشر الى احتمال جر لبنان الى حرب اقليمية

هذا التدهور الكبير الذي شهدته الحدود الجنوبية اللبنانية امس يؤكد تماماً ان الانزلاق الى الحرب الاقليمية، يمكن ان يحصل في كل لحظة، خصوصاً وان رئيس حكومة العدو نتانياهو يسعى الى اطالة امد الحرب وتوسيعها اذا امكن، ولو على حساب علاقة اسرائيل بالولايات المتحدة، اذ ان المكالمة الهاتفية الاخيرة بين الرئيس الاميركي جو بايدن ونتانياهو سادها التوتر الشديد، مما دفع الاميركيين الى القول ان صبر بايدن بدأ ينفد.
فقد شنت اسرائيل غارات جوية مكثفة على الجنوب اللبناني هي الاعنف منذ بدء الحرب في 8 تشرين الاول الماضي، وشملت عدداً كبيراً من القرى والبلدات الجنوبية، وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي. فكأن ما جرى يشبه نسخة مصغرة عما يجري في غزة. فهل تسبق الحرب كل المحاولات الدبلوماسية، وخصوصاً الاميركية لوقف العدوان على غزة، ومعها تبدأ الجبهات الاخرى المساندة وبينها جبهة لبنان.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي كان يشارك في منتدى دافوس علق على الغارات الاسرائيلية الجوية العدوانية بقوله انه فوجىء بها، وان لبنان يسعى الى السلام والاستقرار. هذا وقد التقى ميقاتي مع رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتم البحث في الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة، وانعكاسها على لبنان. كما تطرق البحث الى عمل اللجنة الخماسية العربية والدولية للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان، قدماً الى الامام.
وقال ميقاتي ان الحكومة في صدد دراسة قانون يتعلق باسترداد الودائع، الافضلية لصغار المودعين الذين تقل قيمة ودائعهم عن 100 الف دولار، ولن يكون مجحفاً بحقهم، كما تردد في الاوساط اللبنانية في الاسابيع الماضية، مشدداً على ان قانون استرداد الودائع ستنتهي الحكومة من اعداده في اسوع وقت. ولفت الى ان المصرف المركزي يدرس توحيد سعر صرف العملة آخذاً في الاعتبار واقع المصارف.
في هذا الوقت تابعت القائمة بالاعمال في السفارة الاميركية في عوكر ليزا جونسون زيارات التعارف على المسؤولين، فالتقت رئيس الحكومة قبل مغادرته الى دافوس. ثم التقت الرئيس نبيه بري في عين التينة وتناولت المحادثات الوضع في الجنوب وضرورة تنفيذ القرار 1701 واعادة الهدوء والاستقرار الى المنطقة. كما تناول البحث ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون منسقة الامم المتحدة في لبنان يوانا فرنتسكا، وجرى الحديث حول الوضع في الجنوب وتعاون الجيش وقوات حفظ السلام (اليونيفيل).
على صعيد اخر عقد اجتماع بدعوة من وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي. حضره منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الاب يوسف نصر ونقيب المعلمين وممثلون عن لجان الاهل. خصص الاجتماع لدعم معاشات التقاعد لافراد الهيئة التعليمية في القطاع الخاص. وتوافق المجتمعون على الاتي:
تلتزم المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ ستين مليار ليرة شهرياً لدفع المعاشات التقاعدية على ان يتم دفع المعاشات ابتداء من 1/1/2024 وحتى 30/9/2024. واذا لم يصدر قانون اخر يلغي هذا الاتفاق يمدد لسنة اخرى وتحددت مهلة التوقيع على هذا الاتفاق بثمان واربعين ساعة، ووصف الحلبي الاجتماع بانه كان ايجاباً جداً، وابدى كل الحاضرين التعاون التام حرصاً على استمرارية العام الدراسي وعلى التلامذة.
وعلى الاثر خرج نقيب المعلمين نعمة محفوظ ليعلن ان لا اضراب اليوم في المدارس الخاصة وانه نهار عادي، بانتظار توقيع الاتفاق فاذا لم يتم التوقيع تعود اللجان الى الاجتماع لتقرير الاضراب. المهم في الموضوع الا يكون هذا الاتفاق قد تم على حساب الطلاب واهاليهم الذين ارغموا على دفع اكثر مما يتوجب عليهم تحت التهديد بطرد اولادهم من المدرسة. لقد تجاوز هذا القطاع كل الاصول الدينية والتربوية، وتحول الى حد ما الى قطاع يبغى الربح ولو على حساب التعليم، وهذا ما ادى الى انخفاض مستوى التعليم في لبنان. المدارس تضرب فيدفع الطلاب الثمن بحرمانهم من الدروس، والمعلمون يضربون فيدفع الطلاب ايضاً. فالى متى سيبقى هذا الفلتان والى متى سيبقى الطلاب دروعاً يحتمي بها المعلمون والمدارس للحصول على مكاسبهم دون الالتفات الى مصلحة جيل كامل؟